كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:59 am | |
| دعاء الراعى
يا أيها الحملُ الوديعُ أنا الذي يحنو عليك. أنا الحبيبُ الراعي كم ليلة والرعبُ يمشي في الدجى والهولُ منتشرٌ على الأصقاع أغفيت في كنفي وفي ظلِّ الكرى كالطفلِ في أمنٍ مِنَ الأوجاعِ ياربِّ! قد وهت العصا واستأثرتْ غيرُ الليالي بالقويِّ الباعِ يا ربِّ إِن تك قد حكمتَ بفرْقةٍ وإذنتَ للراعي بوشك زماعِ فانظر إِلى الحملِ الوديع ووقِّه شرَّ النفوسِ وفتنةَ الأطماعِ نضِّره له الدنيا ومد ربيعَها وانشرهُ مؤتلقاً بكل شعاع واجعلْ له الأيامَ ظلاًّ وارِفاً وخريرَ أنهارِ وخصبَ مراعي! | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 2:00 am | |
| التذكار
معرّبة عن "الفرد دي موسيه" بي نزوعً إِلى الدموعِ الهوامي غير أني أخافُ من آلامي أيهذا المكان! يا غالي الترب! ومثوى عبادتي واحترامي! أنت مثوى الذكرى ومدفنُها الغا لي القصيُّ المجهولُ في الأيام هذه خلوتي فلا تمنعوني ما الذي تحذرون يا خلاني انها عادتي التي كنت أعتادُ وأهوى في سالفِ الأزمانِ أخذتني لذِي الرحاب وقادت قدمي في سبيلِ هذا المكان! أنظروا هذه السفوحَ وهذا النبتَ إذ قام مزهراً تيّاها! لكأني ما زلتُ تسمع أذني في صموتِ الرمالِ وقع خطاها وكأن النجوى بكل ممرٍّ طوقتني في سترهِ يمناها! قد تراءى الصنوير النضر إذ أينع في قاتمٍ من الألوانِ وتراءَى ليَ المضيقُ البعيدُ الغور يمتدُّ في رخيّ المجاني موحشات لكنما كن آلا في ومهد الهنيء من أزماني أنا ما جئتَ ها هنا أذكر الأشجانَ في موطنٍ عرفت فيه هنائي ذلك الغاب رائع الحسن والصمت مثال الجلال والكبرياءِ وفؤادي عاتٍ كرائعِ هذا الغابِ مستكبرٌ على البرحاءِ! من يشأ أن يفيضَ يوماً بشكواه فما هذا موضع الأحزان قل لشاكٍ هلاَّ مضيت لتجثو عند مثوى ميت من الخلان! كل شيء حيٌّ هنا وباتُ القبرِ ينمو في غيرِ هذا المكان! طلع البدرُ يرتقي ذروةَ الأُفقِ ويجتازُ حالكَ الأسدادِ يا أمير الظلام إِنك تبدو حائرَ الرأي، واضحَ التردادِ ثم تمضي مجاوزاً حجبَ الليلِ وترمي بنوِرك الوقَّادِ كلّما شارف الثرى فيض نورٍ مرسلٍ من جبيِنك الوضّاحِ وإِذا الأرض قد تضوَّعَ منها عن ثراها النديِّ عطرُ الصباحِ استشرت عطرَ القديمِ من الحبِّ دفين العبيرِ في الأرواح أيهذا الوادي المجبب ما زرتك حتى سألت عن أوصابي إيْن راحت لواعجي أيْن آلامي اللواتي أهزمنَنِي في الشباب عاودتني طفولتي فيك حتى خلتُ أني ما اجتزتُ يومَ عذاب! يا خفاف السنين! يا صولة الدهرِ قويّاً مثل الجبابرِ عاتي كل ماضي صبابة قد أخذتن فمن مدمعٍ ومن حسراتِ ورحمتنَّ لي أزاهر ذكرى علقتْ في ذبولها بالحياةِ فسلام مني على الأيامِ كيف آستْ في النازلاتِ الجسامِ لم أكن أدرِي أن جرحاً بما كابدتُ منه من فاتك الآلامِ معقبٌ لذةً لنفسي واحساسَ هناءٍ لديَّ بعد التئامِ فليبْن عنيَ السخيفُ من الرأيِ وتنأَى سفاسفُ الأقوالِ وهمومٌ كواذبٌ كفنت أثْوابٌها حُبَّ عاشقين ضآلِ جعلوها مظاهراً لهواهم والهوى الحقُّ ليس منهم ببالِ ايه دانتي! أأنت ذاك الذي قال قديماً عن ذكرياتِ الهناء: انها إن مرَّت على ذاكريها زمن الحزن فهي أشقى الشقاء! أي بؤسي أملت عليك مرير القولِ حقّاً أسأت للبأساءِ! أو إنْ أقبل الدجى بعد ادبارِ نهارٍ صافي الضياء قضيتَهْ تنكرُ النورَ في الوجودِ فيغدو محضَّ وهمٍ كأنه ما رأيتَهْ ذلك القول وهو جدّ عجيب أيها الخالد الأسى كيف قلتَهْ قسماً بالطهورِ من لهب الحبِ مضيئاً في القلب شبه المنارِ ما عهِدْنا في قلبك الوافر الإيمـ ـانِ هذا الظلال في الأفكارِ لا أرى للهناءِ والله صدقاً مثل صدقِ الهناءِ بالتذكارِ أو إنْ أبصرَ الشقيُّ وميضاً في رمادِ الهوى فقام إليهِ باسطاً نحوَه يديهِ بلهفٍ حارصاً أن يمرَّ من كفَّيهِ وبه من إشعاعهِ أثرُ البرقِ إذا مرّ خاطفاً ناظريه أو إن غاصت روحهُ في عبابِ الذ كريات التي طوتها السنينْ! أو هذا السرور من ذِكرِ الماضي تسميه بالعذابِ المبين! ان تروى أدمعي فلا تزجروني ودعوني اني أحب الدموعَا لا تجفف ايديكمُ أدمعاً تنفعُ قلباً لمّا يزلْ موجوعا أدمعي سترٌ مسبلٌ فوق ماضٍ قد تولى ما يستطيع رجوعا! | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 2:00 am | |
| البحيره
معربة عن لامارتين ....... ....... من شاطئِ لشواطئٍ جددِ يرمي بنا ليلٌ من الأبدِ ما مَرّ منه مضى فلم يعدِ هيهات مرسى يومِه لغدِ! سنةٌ مضت! وختامُها حانا والدهرُ فرّق شملَنا أبدا ناجِ البحيرةَ وحدك الآنا واجلسْ بهذا الصخرِ منفردا! قل للبحيرةِ تذكرين وقد سكن المساءُ ونحن باللجِّ لا صوت يسمع في الدنى لأحدْ الا صدى المجدافِ والموجِ فاذا بصوتٍ غير معتادِ هزّ السكونَ هتافهُ العذبُ أصغى العبابُ ورجَّع الوادي أصداءَه وتناجتِ السحبُ يا. دهر في وفق ولا تدرِ: ساعاته في هينة وقفى حتى تتاح هناءةُ العمرِ وتطول لذتُها لمقتطفِ هلا التفتَّ لذلك الكونِ وعلمت كم في الناس من باكي يدعوك خذني والأسى المضنيْ خلِّ الممتِّعِ وامضِ بالشاكي هذا النعيم وهاته المحنُ يتنافسان الدهر اقلاعا فبأي عدلٍ أيها الزمنُ تتشابهُ الحالان إسراعا يا أيها الأبد السحيق أجبْ وتكلمي يا هوة الماضي ما تصنعان بأشهرٍ وحقبْ ونعيم عمرٍ غير معتاض ناج البحيرةَ والصخورِ وعُدْ فاستحلِف الأغوارَ والغابا قل! صُنْ ذكر غرامنا فلقدْ صين الشبابُ عليك أحقابا ولتبق يا هذي البحيرة في حاليك ثائرة وهادئةً في باسق للماء منعطفٍ في رائعات الصخر نائتةً في عابر النسماتِ مرتجفَا في النجم فضض صفحةَ الماءِ في الريح أنّ أنينه وهفا في الغصن نفَّسَ حر أحشاءِ في الجو معتبقاً بريّالِ خطرت ملاعبة رقيق صبا في كل هذا هاتفٌ باكي سيقول يا أسفا لقد ذهبا! | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 2:00 am | |
| فرحه جديده
أدركت عندك يوميَ الموعودا ولقيت فيك مثاليَ المنشودا وا فرحتي بك فرحة الطفل الذي يلهو ويخلق كل يوم عيدا وا فرحتي بك فرحة الطير الذي ملأَ الروابي المصغيات نشيدا طربتْ لصدحِته وصفق ظافراً جذلانَ في عرض الفضاءِ سعيدا في موكبٍ من قلبِه وحبيبِهِ من راح تحسبه العيون وحيدا وا فرحتي بك فرحة الضال الذي يطوي القفارَ اللافحاتِ شريدا: لاحت له بعد الهواجر أيكةٌ غنّاء تبسط ظلها الممدودا ما أعجب الدنيا التي بعث الهوى وأحالها روضاً أغر جديدا شتى غرائبها وأعجبها فتى يغدو لمهجته عليك حسودا يتهالكا على جمالك صبوة يتنافسان ضراعة وسجودا يتنازعانك غيرة وتغضباَ كل يراك حبيبه المعبودا ما أعجب الإِيمان يغمر خاطري كالفجر قد غمر السماء وئيدا مزقتِ شكي فاسترحتُ لأعين علمنني الإِيمان والتوحيدا | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 2:01 am | |
| استقبال القمـــــــــــــــر
أَقبِلْ بموكبك الأغَرْ ما أظمأَ الأبصارَ لكْ! تضمي وراءَ سحابةٍ تحنو عليك وتلثمُكْ كن حيث شئتَ فما أنا إلاَّ معنَّى بالمحال وأقول صبراً كَّلما عزً الفكاك على الأسيرْ مهما تسامى موضعُكْ وعلا مكانُك في الوجودْ قمرَ الأماني يا قمر إني بهمٍّ مسقمِ أفرِغ خلودَكَ في الشبابْ واخلعْ على قلبي الصفاءْ خذني اليك ونجّني مما أعاني في الثرى مهما تسامى موضعُكْ وعلا مكانُك في الوجودْ فأنا خيالُك أتبعُكْ ظمآن أرشفُ ما تجودْ! قمرَ الأماني يا قمر إني بهمٍّ مسقمِ أنت الشفاءُ المدَّخرْ فاسكب ضياءك في دمي أفرِغ خلودَكَ في الشبابْ واخلعْ على قلبي الصفاءْ أسفاً لعمرٍ كالحبابْ والكأسُ فائضة شقاءْ خذني اليك ونجّني مما أعاني في الثرى قدحي ترنَّق فاسقني قدح الشعاع مطهّرا! | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 2:01 am | |
| الفراشــــــــــــــــــه
جلْ! يعلم الحبُّ أني لظاهُ وتدري الفراشة أنِّي اللهبْ وبين ذراعيَّ سرُّ الحياةِ وفي ناظريَّ بريقُ الشُّهُبْ وشتّان بين السنا والظلا مِ لعابدةٍ للسنا عن كثبْ! يلوح لها شبحٌ لِلعذاب ويبدو لها الأبدُ المقتربْ فراشة روحي تعاليْ وُثوباً ستلقين قلباً إليكِ يثبْ وفي صدرها لهفة للعناقِ وفي قلبها جنةُ المغتربْ يلوح لها شبحٌ لِلعذاب ويبدو لها الأبدُ المقتربْ كأن اللظى قدَحٌ من سلافٍ لها فوقه وثباتُ الحببْ فراشة روحي تعاليْ وُثوباً ستلقين قلباً إليكِ يثبْ إذا ما امتزجنا احترقْنا معاً ونلنا الخلود بهذا العطَبْ!! | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 2:02 am | |
| الى س
جئتُ أشكو لكِ روحي وجواها وردت ظمأى وعادت بصدَاها آه من عينكِ! ماذا صنعتْ بغريبٍ مستجيرٍ بحماها؟! نبعته تقتفي أحلامَهُ كلّما أغفى أطلَّت فرآها يا سقى اللهُ "لِليلى" أيكةً وجزاها الخيرَ عنّا ورعاهَا وغذاها من أمانينا ومِن حبنا الشهدَ المصفى وصقاهَا قرِّبي عينكِ مني قرّبي! ظلليني واغمريني بصفاهَا! وأريني هدأة البحرِ إذا انـ ـبسط البحرُ جلالاً وتناهَى وأريني لجةَ السحرِ التي ضلَّ في أعماقها الفكرُ وتاهَا ألمحُ اللؤلؤ في أغوارها وأرى الطيبةَ تطفو في سناهَا وأراها تُخبِّئُ الخلدَ لمن باع دنياه وبالروح اشتراهَا! نحن أرواحٌ حيارى افترقتْ ثم عادت فتلاقت في شجَاهَا سوف ينسى القلبُ إلاَّ ساعةً مِنْ رضاً في وكرِك الحاني قضاهَا هتف القلب وقد حدثتني أيَ ماضٍ كشفت لي شفتاهَا هَمَسَتْ في خاطري فاستيقظتْ روحيَ الحيْرى وأصغت لنداهَا فأنا إنْ لَمْ أَكُنْ توأمَها فكأني كنت في الغيبِ أخاها نحن أرواحٌ حيارَى ثملتْ وانتشتْ سكرى على لحنِ أساهَا قرِّبي روحَكِ مني قرِّبي! ظلليني واغمريني برضاهَا! وتعاليْ حدّثيني! حدّثي! انت مرآة شجوني وَصَدَاهَا فهبيني ساعة الصفو التي تقسمُ الأيامُ ما فيها سواها ثم أمضي لحياةٍ مرَّةٍ صبْحُها عندي سواءٌ ومَساهَا! | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 2:02 am | |
| نداء للشباب
وطنٌ دعا وفتىً أجابْ بوركت يا عزم الشبابْ! يا فتية النيل المسا لم والكريم بلا حسابْ جناته مرآتكمْ ولكم خلائقها العِذابْ ولكمْ جمال الزهرِ رفَّ على الأماليدِ الرطابْ ولكم فؤاد النهر رق على المحاني والشعابْ! يمضي فيضحك للسهول ولا يضن على الهضابْ حتى إذا طغت الكوارث واستفزكم العذابْ أصبحتم كالغيل تحميه الليوثُ بألف نابْ قل للشباب اليوم يومكم الأغر المستطابْ! اليوم يبدو حبّ مصر فلا خفاءَ ولا حجابْ! إن كان اثماً يا شبابُ فلا رجوع ولا متابْ! الله ينظرُ والليالي عندها لكم الحسابْ والعهدُ في القلبِ المصابرِ والأمانةُ في الرقابْ! هاتوا الفدا الغالي لمصر وأرخصوه كالترابْ المال، والأرواح كل ضحيةٍ ولها ثوابْ | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 2:03 am | |
| فى يوم الشباب
اليوم يومُك في الشباب فنادِ لا نوم بعدُ. ولا شهيَّ رقادِ قل للذي يبغي الصلاحَ لقومهٍ بنبيل صنعٍ أو شريفِ جهادِ بالطبِّ أو بالشعر أو بكليهما كل الجهودِ فداءُ هذا الوادي! لا خير في قلمٍ اذا هو لَمْ يكنْ حراً طهوراً كالشعاعِ الهادي لا خير في طبٍّ اذا هو لم يزُرْ ظلم الحياة كفرحةِ الأعيادِ يا أيها الوطن الجريح وجرحه بصميم كل حشاشة وفؤادِ صبراً فنحن أساءتك الرحماء في الـ ـبأساءِ قد جئنا بكل ضمادِ قل للبناةِ المصلحين ألا اخلقوا شم الذرى ورواسخَ الأطوادِ جيلاً من النشء القوِي إذا مشوا رفعوا الرؤوسَ بعزةٍ وعنادِ لا خير في الأرواحِ تسكن منزلاً متهدما رثاَ من الأجسادِ لا خير في الأرواحِ تسكنُ موطناً متخاذلاَ لا يرتجى لجلادِ أبَكَتْ عيونُكم الضعيفَ يصير في ناب القويِّ فريسةَ استعبادِ فتبينوا اذنِ الحقيقَةَ واعلموا ان الطبيعةَ هكذا من عادِ الجوُّ ملكُ النسر يغشاه على ما يشتهي والغابُ للآسادِ مهلاً بني قومي أتيت مذكراً في ساحةٍ مجموعة الأشهادِ واخجلتا مما نقدمه إذا حان الحسابُ وجاء يومُ معادِ أي الصحائف في غد وحسابكم في ذمةِ الأبناءِ والأحفادِ أيّ البلاد هو السعيد وأهله يتنابذون تنابذ الأضدادِ كل يعيش لنفسِه في أمةٍ شقيتْ بطولِ تفرقِ الأفرادِ فخذوا السبيلَ إلى الحياةِ تآلفاَ وتكاتفاً في رغبةٍ ووادادِ خير الصحائف ما كتبتَ سطورَه بيد الكفاح الحر لا بمدادِ صونوا البلادَ وأدركوا فلاَّحَكم كاد الحمى يغدو بغير عمادِ حيران من مرضٍ إلى بؤسٍ الى كربٍ تمر به بلاد تعدادِ هذي ديارُكمُ وهذي شمسُكم طمعُ الغريب وحرقةُ الحسادِ ومن المصائب في زمانك أن ترى بلداً كثير مناهل الروادِ والخيرُ مدرارٌ عليه وربه جوعان محروم الرعاية صادِ! والزرع نضر في الحقول وأهله يتهيأون لمنجل الحصادِ!... هذا زمانكم وذا ميدانكم ماذا بكم من عدة وعتادِ؟.. نبغي شداد القوم قد شحذوا القوى في ليل أحداث نزلن شدادِ ونريد شباناً بمصر استعصموا ومضوا يصدون الغريبَ العادي ونريد اطفالاً اذا ما أُرضعوا فرضاعهم وطنية بسهادِ لطفل منهم مثل أمي أو أبي شفتاه أول ما تقول بلادي!... يُغذون في الأرحامِ حب بلادهم لتكَون مصراً صرخة الميلادِ! | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 2:03 am | |
| الى روح الشاعر
موقفٌ حانَ فاغتنِمْ وتخير مِن الكلمْ كلَّ لفظٍ أورقَّ مِن ضحكةِ الزهر للدِّيمْ مستَمَدٍّ من الرُّبى مُستعارٍ من الَنّسمْ اجمعِ الآنَ طاقةً غضَّةَ النور تبتسمْ أُهدِها روحَ شاعرٍ خالدٍ بالذي نَظمْ قلمي! ما الذي لديكَ من الخيرِ يا قلمْ؟! قمْ فذكّر وناج قومَكَ واخطُب وقل لهُمْ: قل لأهل الغناءِ في كنف المعهد الأَشمّ ذلك الشاعرُ الذي بات في خاطر الظُلمْ هو منكم وفنُّهُ علمَ الله فنكمْ كان لجناً فصار ذكراً كما يُذكَرُ الحُلمْ انما الشعر مزهرٌ قد حكى قصةَ الأممْ وبأوتاره المنى تتلاقى وتزدحمْ هو نايٌ مُرجَّعٌ لشجيٍّ وما كتمْ هو قيثارةُ الزمان ونجواه مِنْ قِدَمْ هو أنشودة الحياةِ وفيضٌ من النغمْ أبها المعهد الذي بلغ المجدَ واستتمّ كلُّ لحنٍ مذكرٍ أشعل القلب فاضطرمْ نظمته يدُ الأسى وقًعته يدُ السقمْ وأناشيدكم وما صاغه الفنُّ من عِظمْ هي أنّاتُ أنفسٍ بالمقادير ترتَطِمْ وصباباتُ أعينٍ يشهدُ الليل لَم تنمْ وأغانيكمْ التي هي في قمةِ القمَمْ هي آهاتُ شاعر عرف الحبَّ والألمْ! ذلك الشاعرُ الذي روحهُ الآن بينكمْ لكأني أراه حَيّاً وألقاهُ عن أمَمْ وهو في ذروة الشباب وفي خفةِ القَدَمْ غاشياً كلَّ منتدىً عاليَ الرأسِ محترمْ كلما قال شعرَه غمر السهلَ والعلمْ دافقاً ليس ينتهي أبداً سيلُه العرمْ باذلاً للصديق والأ هلِ كلّ الذي غِنَمْ زوجه والبنون هُم مجدهُ والرجاءُ هُمْ درجوا في ذُرَا العلا نوَّروا في رُبى النعمْ نشأوا في حِمى العفافِ وجلُّوا عن التُّهمْ حين ظنوا بأنَّ ما أمَّلوا في الزمانِ تمْ إذ شكا الضعفَ سيد البيتِ خارت به الهممْ نام في حصنهِ الضَّنى وعلى صدره جَثمْ واذَا بالطيور قد دخل الموتُ وكرهُمْ شِبْهَ لصٍّ مخادعٍ غشىَ البيت فالتهَمْ وإذا الفاقةُ الجريئةُ تَطْغَى وتَنْتَقِمْ صنعتْ في رجائهمْ فعلَة الذئبِ بالغنمْ كأتونٍ مستعَّر غاضبٍ ينثرُ الحُمَمَْ! مَن رأى البؤسَ إن عدا! مَنْ رأى الضنك إن هَجَمْ؟ مَن رأى العفةَ العريقةَ بالدهر تصطدمْ؟! أُمَّتي! ليس يُهزَمُ الفنُّ في أمَّة الشَّمَمْ أُمَّتي! ليس يخذلُ الجُودُ في أمَّة الكرَمْ أُمَّتي! أُمَّةُ العلا وأبي الهول والهرَمْ | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 2:04 am | |
| ساعه التذكـــــــــــار
شَجنٌ على شَجنٍ وحرقةُ نارِ مَنْ مُسعدِي في ساعةِ التذكارِ قُمْ يا أميرُ! أفِضْ عليَّ خواطراً وابعث خيالَك في النسيم الساري واطلع كعهدك في الحياةِ فراشةً غراءَ حائمةً على الأنوارِ يا عاشقَ الحرية الثكلى أَفِقْ واهتفْ بشعرك في شباب الدارِ يا مَنْ دعا للحق في أوطانهِ ومضى ليهتفَ في ديار الجارِ الشامُ جازعةٌ ومصرُ كعهدها نهبُ الخطوبِ قليلةُ الأنصارِ والحظُّ أطمارٌ كما شاءَ البلَى والعيشُ رثٌّ والسنونُ عوارِ عامٌ مضى يا للزمان وطيِّه فينا ويا لسواخر الأقدارِ! عامٌ مضى وكأنّ أمس نعيُّه يا ما أقلَّ العامَ في الأعمار! أيْنَ الامارة والأميرُ ودولة مبسوطةُ السلطان في الأمصار خمسون عاماً وهي وارفة الجنَى تحت الربيعِ دؤوبة الأثمارِ! مَدَّ الخريفُ على الرياض رواقةُ ومضى الربيعُ الضاحكُ النّوارِ! هيهات أنسى قبلَ بينك ساعةً جمعتْ صحابَك في غروب نهار() والشمس في سقم الغروب شعاعاً غارباً لونِ الشحوب معصفرٌ ببهارِ منحتْ وقد ذهبت شعاعاً غارباً كسناكَ طوّافاً على السّمارِ تشكو ليَ الضعفَ الملمَّ لعلَّ في طبي مقيلاً مِن وشيكِ عثارِ وكشفتَ عن متهدِّمٍ جال الردى متهجماً في صَرحه المنهارِ فرأيتْ ما صنع الضنى في صورةٍ حالتْ، وخلى هيكلاً كإطارِ ووجمتُ! المحُ في الغيوب نهايةً وأرى بعينيَ غايةَ المضمارِ وأرى النبوغَ وقد تهاوى نجمُه والعبقريةَ وهي في الإِدبارِ! أوَلم يكن لك من زمانِك ذائداً وثباتُ ذهن ماردٍ جبارِ؟ أوَلَمْ يكن لكَ من حِمامِك عاصًماً ذاك الجبينُ مكللاً بالغارِ؟ ولَّيتَ في إثر الذين رثيتهُم واقمتَ فيهم مأتمَ الأشعار وسُقيتَ من كأسٍ تطوف بها يدٌ محتومةُ الاقداح والأدوارِ والدهرُ يقذف بالمنايا دفَّقاً فمضيتَ في متدفق التيارِ في ذمة الأجيالِ ما غنَّت به قيثارةٌ سحريةُ الاوتارِ صدحتْ بألحان الحياة ووقَّعتْ أنغامَها المحجوبة الأسرارِ والفنُّ ما حاكى الطبيعةَ آخذاً منها ومن إعجازها بغرارِ مسترسلاً رحباً كعينٍ ثرّةٍ شتى السيولِ سحيقةِ الأغوارِ متعالياً حتى الأشعةِ مشرقاً! متألفاً كالكوكبِ السيَّارِ! شوقي! نظمتَ فكنت برّاً خيِّراً في أمة ظمأى إلى الأخيارِ! أرسلتَ شعرَك في المدائن هادياَ شبهَ المنارِ يطوف بالأقطارِ تدعو إلى المجد القديمِ وغابرٍ طيّ القرون مجلَّلٍ بوقارِ! تدعو لمجدِ الشرق: تجعل حبَّهُ نصبَ القلوبِ وقبلةَ الأنظار! تبكي العراقَ اذا استُبيحَ ولا تضنّ على الشآم بمدمعٍ مدرارِ وترى الرجالَ وقد أُهين ذمارهم خرجوا لصون كرامةٍ وذمارِ فلو استطعتَ مددتَ بين صفوفهم كفّاً مضرجةً مع الاحرارِ! ما زلتَ تُبعثُ في قريضِكَ ثاوياً أو ماضياً حَفِلاً بكلِّ فخارِ حتى اتُّهمتَ فقالَ قومٌ: شاعرٌ ناجى الطلولَ وطاف بالآثارِ! فجلوتَ ما لَم يشهدوا، ورسمت ما لَم يعهدوا من معجز الأفكار! شيخٌ يدبُّ إلى الأصيل وقلبُهُ وجناُنهُ في نضرة الأسحارِ ويحسُّ تبريحَ الصبابَةِ واصفاً مجنونَ ليلى في سحيقِ قفارِ ويروح يبعث كليوباترا ناشراً تلك العصور وطيفَها المتواري! ويرى الحياةَ الحبَّ والحبَّ الحياة! هما شعارُ العيش أيُّ شعا | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 2:05 am | |
| الميعاد الضائع
يا من طواها الليلُ في بَيْدائه روحاً مفزعة على ظلمائهِ إن تظمئي ليَ كم ظمئت إليكِ جمع الوفاءُ شقيةً وشقيا أسفاً عليكِ وأنت روحٌ حائرٌ والكونُ أسرارٌ يضيق بها الحجى *** ** وكذا تمر بمثلكِ الأيامُ مجهولةً وعذابُها مجهولُ وكعادةِ الحظِّ الشقيِّ وعادتي أقبلتُ بعد ذهاب نجمي الأوحدِ وكأنما هذا الفضاء خطيئة وكأن همسَ نسيمِه استغفارُ وكأنه أحزانُ قومٍ ساروا هذي مآتمهم وثم ظلالها ران السواد على وجودِ الدورِ وسرى إليّ نحيبُها والأدمعِ وكعادةِ الحظِّ الشقيِّ وعادتي أقبلتُ بعد ذهاب نجمي الأوحدِ حملتْ لنا أملاً فلما ودَّعت لم يبقَ بعد رحيلها للناظر إلا خيال سعادة قد أقلعت ووداع أحبابٍ ودمع مسافر تتعاقبُ الأقدارُ وهي مسيئةٌ كم عقنا ليلٌ وخان نهارُ وكأنما هذا الفضاء خطيئة وكأن همسَ نسيمِه استغفارُ وكأنه أحزانُ قومٍ ساروا هذي مآتمهم وثم ظلالها عفتِ القصور وظلت الأسوار كمناحة جمدت وذا تمثالها ران السواد على وجودِ الدورِ وسرى إليّ نحيبُها والأدمعِ وكأنني في شاطئ مهجورِ قد فارقتهُ سفينةٌ لا ترجعِ حملتْ لنا أملاً فلما ودَّعت لم يبقَ بعد رحيلها للناظر إلا خيال سعادة قد أقلعت ووداع أحبابٍ ودمع مسافر | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 2:05 am | |
| اثنان فى سياره
العمرُ أكثرهُ سدى وأقلُّهُ صفوٌ يتاحُ كأنه عمران كم لحظةٍ قصرت ومدت ظلَّها بعد الذهاب كدوحة البستانِ ويمر في الذكرى خيالُ شباَبها فكأن يقظَتها شبابٌ ثاني مَنْ ذلك الطيف الرقيق بجانبي كفّاه في كفَّيَّ هاجعتانِ لكأننا والأرضُ تُطوى تحتَنا نجمان في الظلماءِ منفردانِ لكأننا والريحُ دونَ مسارنا خطان في الأقدارِ منطلقان إني التفت إلى مكانك بعدما خليتهِ فبكيتُ سوء مكاني هل كان ذاك القربُ إلاَّ لوعةً ونداء مسغبةٍ إلى حرمان حمى مقدرة على الإنسان تبقى بقاء الأرض في الدورانِ وكأنما هذي الحياة بناسها وضجيجها ضرب من الهذيانِ | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 2:05 am | |
| لقاء فى الليل
قالت تعال فقلت لبيكِ هيهات أعصيْ أمرَ عينيكِ أفديكِ مقبلةً على جزعِ بسطت إليَّ يمينَ مرتجفِ *** *** فتلفتّتْ كحبيس أشراكِ وحكى اضطراب الموج نهداها قلتُ اهدئي لم ثورة الندمِ كفّاكِ ترتجفانِ يا أملي وجذبتُها بذراعِها نمشي نمشي وما ندري لنا غرضا يا لحظة ما كان أسعدها وهناءة ما كان أعظمها *** *** كشفت لعينيْنا وقد ومضت ظلين مقنعين في السورِ وكأن ضحكتها وقد طربت قطرات ماء فوق بلورِ وكواكب ليست بمجدية ظلم مكدسة وأحجارُ عثرت بها فرفعتها بيدي جسماً يكاد يشف في الظلمِ وكأنني مما يسوء خلي وحياتيَ انجابت حوالكُها ملكتها الدنيا بما وسعتْ وأنا أهامسها بأسراري *** *** وكأن منها منذرا هتفا بلغ المسير نهاية، فقِفا وكأن ضحكتها وقد طربت قطرات ماء فوق بلورِ يا توأما من صدري انتزعا يا من دعا قلبي له فسعى عوذتها من شر أمسيةٍ تعيا بها وتضل أبصارُ لم أيها الداعي هواك دعا والدهر يأبي أن نظل معَا *** *** انظر ذراعيَّ اللذين هما قد طوقاك مخافة البينِ وكواكب ليست بمجدية ظلم مكدسة وأحجارُ أقسم بأنك عائدٌ لهما إني لممدودُ الذراعينِ عثرت بها فرفعتها بيدي جسماً يكاد يشف في الظلمِ ويرف مثل الزهر وهو ندى ويخف مثل عرائس الحلمِ وكأنني مما يسوء خلي وحياتيَ انجابت حوالكُها أرمي الطريق بناظريْ رجل وأنا لها طفل أضاحكُها ملكتها الدنيا بما وسعتْ وأنا أهامسها بأسراري وأسرها بحكاية وقعت ورواية من نسج أفكاري وإذا الطريق يسير منعطفا وإذا رياح تضرب السدفا وكأن منها منذرا هتفا بلغ المسير نهاية، فقِفا يا توأما من صدري انتزعا يا من دعا قلبي له فسعى لم أيها الداعي هواك دعا والدهر يأبي أن نظل معَا انظر ذراعيَّ اللذين هما قد طوقاك مخافة البينِ أقسم بأنك عائدٌ لهما إني لممدودُ الذراعينِ | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 2:06 am | |
| ختام الليالى
الليالي! يا ما أمرّ الليالي غيبتْ وجهك الجميل الحبيبا أنت قاسٍ معذبٌ ليت اني أستطيع الهجران والتعذيبا ان حبي إليك بالصفح سبّاقُ وقلبي إليك مهما أصيبا يا حبيبي كان اللقاءُ غريبا وافترقنا فبات كل غريبا غير أني أستنجد الدمعَ لا ألقى مكان الدموعِ إلا لهيبا آه لو ترجع الدموعُ لعيني جف دمعي فلست أبكي حبيبا | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 2:07 am | |
| الاطلال
يا فؤادي، رحم الله الهوى كان صرحا من خيال فهوى اسقني واشرب على أطلاله وارو عني، طالما الدمع روى كيف ذاك الحب أمسى خبراً وحديثاً من أحاديث الجوى وبساطاً من ندامى حلم هم تواروا أبداً، وهو انطوى
*** يا رياحاً، ليس يهدا عصفها نضب الزيت ومصباحي انطفا وأنا أقتات من وهم عفا وأفي العمر لناس ما وفى كم تقلبت على خنجره لا الهوى مال، ولا الجفن غفا وإذا القلب - على غفرانه - كلما غار به النصل عفا
*** يا غراماً كان مني في دمي قدراً كالموت، أو في طعمه ما قضينا ساعة في عرسه وقضينا العمر في مأتمه ما انتزاعي دمعة من عينه واغتصابي بسمه من فمه ليت شعري أين منه مهربي أين يمضي هارب من دمه ؟
*** لست أنساك وقد ناديتني بفم عذب المناداة رقيق ويد تمتد نحوي، كيد من خلال الموج مدت لغريق آه يا قبلة أقدامي، إذا شكت الأقدام أشواك الطريق وبريقاً يظمأ الساري له أين في عينيك ذياك البريق ؟
*** لست أنساك، وقد أغريتني بالذرى الشم،فأدمنت الطموح أنت روح في سمائي، وأنا لك أعلو، فكأني محض روح يا لها من قمم كنا بها نتلاقى، وبسرينا نبوح نستشف الغيب من أبراجها ونرى الناس ظلال في السفوح
*** أنت حسن في ضحاه لم يزل وأنا عندي أحزان الطفل وبقايا الظل من ركب رحل وخيوط النور من نجم أفل ألمح الدنيا بعيني سئم وأرى حولي أشباح الملل راقصات فوق أشلاء الهوى معولات فوق أجداث الأمل
*** ذهب العمر هباء، فاذهبي لم يكن وعدك إلا شبحا صفحة قد ذهب الدهر بها أثبت الحب عليها ومحا انظري ضحكي ورقصي فرحا وأنا أحمل قلباً ذبحا ويراني الناس روحا طائراً والجوى يطحنني طحن الرحى
*** كنت تمثال خيالي، فهوى المقادير أرادت لا يدي ويحها، لم تدر ماذا حطمت حطمت تاجي، وهدت معبدي يا حياة اليائس المنفرد يا يباباً ما به من أحد يا قفاراً لافحات ما بها من نجي، يا سكون الأبد
*** أين من عيني حبيب ساحر فيه نبل وجلال وحياء واثق الخطوة يمشي ملكاً ظالم الحسن، شهي الكبرياء عبق السحر كأنفاس الربى ساهم الطرف كأحلام المساء مشرق الطلعة، في منطقه لغة النور، وتعبير السماء
*** أين مني مجلس أنت به فتنة تمت سناء وسنى وأنا حب وقلب ودم وفراش حائر منك دنا ومن الشوق رسول بيننا ونديم قدم الكأس لنا وسقانا، فانتفضنا لحظة لغبار آدمي مسنا !
*** قد عرفنا صولة الجسم التي تحكم الحي، وتطغى في دماه وسمعنا صرخة في رعدها سوط جلاد، وتعذيب إله أمرتنا، فعصينا أمرها وأبينا الذل أن يغشى الجباه حكم الطاغي، فكنا في العصاة وطردنا خلف أسوار الحياه
*** يا لمنفيين ضلا في الوعور دميا بالشوك فيها والصخور كلما تقسو الليالي، عرفا روعة الآلام في المنفى الطهور طردا من ذلك الحلم الكبير للحظوظ السود، والليل الضرير يقبسان النور من روحيهما كلما قد ضنت الدنيا بنور
*** أنت قد صيرت أمري عجبا كثرت حولي أطيار الربى فإذا قلت لقلبي ساعة قم نغرد لسوى ليلى أبى حجب تأبى لعيني مأربا غير عينيك، ولا مطلبا أنت من أسدلها، لا تدعي أنني أسدلت هذي الحجبا
*** ولكم صاح بي اليأس انتزعها فيرد القدر الساخر : دعها يا لها من خطة عمياء، لو أنني أبصر شيئاً لم أطعها ولي الويل إذا لبيتها ولي الويل إذا لم أتبعها قد حنت رأسي، ولو كل القوى تشتري عزة نفسي، لم أبعها
*** يا حبيباً زرت يوماً أيكه طائر الشوق، أغني ألمي لك إبطاء الدلال المنعم وتجني القادر المحتكم وحنيني لك يكوي أعظمي والثواني جمرات في دمي وأنا مرتقب في موضعي مرهف السمع لوقع القدم
*** قدم تخطو، وقلبي مشبه موجة تخطو إلى شاطئها أيها الظالم : بالله إلى كم أسفح الدمع على موطئها رحمه أنت، فهل من رحمة لغريب الروح أو ظامئها يا شفاء الروح، روحي تشتكي ظلم آسيها، إلى بارئها
*** أعطني حريتي واطلق يديّ إنني أعطيت ما استبقيت شيّ آه من قيدك أدمى معصمي لم أبقيه، وما أبقى علي ؟ ما احتفاظي بعهود لم تصنها وإلام الأسر، والدنيا لدي ! ها أنا جفت دموعي فاعف عنها إنها قبلك لم تبذل لحي
*** وهب الطائر من عشك طارا جفت الغدران، والثلج أغارا هذه الدنيا قلوب جمدت خبت الشعلة، والجمر توارى وإذا ما قبس القلب غدا من رماد، لا تسله كيف صارا لا تسل واذكر عذاب المصطلي وهو يذكيه فلا يقبس نارا
*** لا رعى الله مساء قاسياً قد أراني كل أحلامي سدى وأراني قلب من أعبده ساخراً من مدمعي سخر العدا ليت شعري، أي أحداث جرت أنزلت روحك سجناً موصدا! صدئت روحك في غيهبها وكذا الأرواح يعلوها الصدا
***
قد رأيت الكون قبراً ضيقاً -خيم اليأس عليه والسكوت ورأت عيني أكاذيب الهوى واهيات كخيوط العنكبوت كنت ترثي لي، وتدري ألمي لو رثى للدمع تمثال صموت عند أقدامك دنيا تنتهي وعلى بابك آمال تموت
*** كنت تدعوني طفلا، كلما ثار حبي، وتندت مقلي ولك الحق، لقد عاش الهوى في طفلا، ونما لم يعقل وأرى الطعنة إذ صوبتها فمشت مجنونة للمقتل رمت الطفل، فأدمت قلبه وأصابت كبرياء الرجل
*** قلت للنفس وقد جزنا الوصيدا عجلي لا ينفع الحزم وئيدا ودعي الهيكل شبت ناره تأكل الركع فيه والسجودا يتمنى لي وفائي عودة والهوى المجروح يأبى أن نعودا لي نحو اللهب الذاكي به لفتة العود إذا صار وقودا
*** لست أنس أبداً ساعة في العمر تحت ريح صفقت لارتقاص المطر نوحت للذكر وشكت للقمر وإذاما طربت عربدت في الشجر هاك ما قد صبت الريــــح بأذن الشاعر وهي تغري القلب إغـراء الفصيـح الفاجر : " أيها الشاعر تغفو تذكر العهد وتصحو وإذا ما التام جرح جد بالتذكار جرح فتعلم كيف تنسى وتعلم كيف تمحو أو كـل الحب في رأيـك غفـران وصفح ؟
*** هاك فانظر عدد الرمـــــل قلوباً ونساء فتخير ما تشاء ذهب العمر هباء ضل في الأرض الذي ينشد أبناء السماء أي روحانية تعـــــصر من طين وماء؟ "
*** أيها الريح أجل، لكنما هي حبي وتعلاتي ويأسي هي في الغيب لقلبي خلقت أشرقت لي قبل أن تشرق شمسي وعلى موعدها أطبقت عيني وعلى تذكارها وسدت رأسي
*** جنت الريح ونادتــــــــــه شياطين الظلام أختاماً ! كيف يحلو لك في البدء الختام ؟ يا جريحاً أسلم الــــــــــجرح حبيباً نكأة هو لا يبكي إذا النـــــــــــاعي بهذا نبأه
أيها الجبار هل تصــــــــرع من أجل امرأه ؟
*** يا لها من صيحة ما بعثت عنده غير أليم الذكر أرقت في جنبه، فاستيقظت كبقايا خنجر منكسر لمع النهر وناداه له فمضى منحدرا للنهر ناضب الزاد، وما من سفر دون زاد غير هذا السفر
*** يا حبيبي كل شيء بقضاء ما بأيدينا خلقنا تعساء ربما تجمعنا أقدارنا ذات يوم بعدما عز اللقاء فإذا أنكر خل خله وتلاقينا لقاء الغرباء ومضى كل إلي غايته لا تقل شئنا،وقل لي الحظ شاء !
*** يا مغني الخلد، ضيعت العمر في أناشيد تغنى للبشر ليس في الأحياء من يسمعنا ما لنا لسنا نغني للحجر ! للجمادات التي ليست تعي والرميمات البوالي في الحفر غنها، سوف تراها انتفضت ترحم الشادي وتبكي للوتر
*** يا نداء كلما أرسلته رد مقهوراً وبالحظ ارتطم وهتافاً من أغاريد المنى عاد لي وهو نواح وندم رب تمثال جمال وسنا لاح لي والعيش شجو وظلم ارتمى اللحن عليه جاثياً ليس يدري أنه حسن أصم
*** هدأ الليل ولا قلب له أيها الساهر يدري حيرتك أيها الشاعر خذ قيثارتك غن أشجانك واسكب دمعتك رب لحن رقص النجم له وغزا السحب وبالنجم فتك غنه، حتى ترى ستر الدجى طلع الفجر عليه فانهتك
*** وإذا ما زهرات ذعرت ورأيت الرعب يغشى قلبها فترفق واتئد واعزف لها من رقيق اللحن، وامسح رعبها ربما نامت على مهد الأسى وبكت مستصرخات ربها أيها الشاعر، كم من زهرة عوقبت، لم تدر يوماً ذنبها | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 2:08 am | |
| امال كاذبه
لا البراء زار ولا خيالك عادا ما أكذب الآمال والميعادا عجباً لحبك يا بخيلة كيف يخلق من جوانح عابد حُسادا إني لأهتف حين أفترش المدى وأرى الجحيم لجانبي مِهادا آها على الرأس الجميل سلا وأغفى مطمئنا لا يحس سهادا فرشت له الأحلام واحتفل الهدوء يد ومد له الجمال وسادا يا حبها ما أنت ما هذا الذي جمع الغريب وألَّف الاضدادا كم أشرئب إلى سماك بناظري مستلهماً بك قوةً وعمادا ولكم أبيتُ على السآمة طاويا في خاطري شبحاً لها عوادا فأراك تعبث بي كطفل في السماء يصرف الأقدار كيف أرادا ولقد أقول هوى كما بدأ انتهى فإذا الهوى وافى النهاية عادا مات الرجاءُ مع المساءِ وإنما كان المماتُ لحبنا ميلاداَ ماذا صنعت بناظر لا ينثني متطلعاً متلفتاً مرتادا وأنا غريب في الرخام كأنني آمال اجفان حرمن رقادا ولقد ترى عيني الجموعَ فما ترى دنيا تموج ولا تحس عبادا فإذا رأيتك كنت أنت الناس والأ عمار الآباد والآمادا وأراك كل الزهر كل الروض أنت لديَّ كلُّ خميلةٍ تتهادى | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 2:08 am | |
| روايـــــــــــــــه
نزل الستارُ ففيمَ تنتظرُ خلت الحياةُ وأقفر العمرُ لم يبقَ إلا مقفر تعس تعوى الذائبُ به وتأتمرُ هو مسرحٌ وانفضَّ ملعبُهُ لم يبقَ لا عينٌ ولا أثرُ ورواية رويت وموجزها صحبٌ مضوا وأحبّةٌ هجروا عبروا بها صوراً فمذ عبروا ضحك الزمانُ وقهقه القدر | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 2:09 am | |
| يأس على كأس
زف الصباحُ إلى الرمال نداءَها وسرى النسيمُ عشيةً فنعاها أأرى شروقَك في أفولِ مغاربي وأشم عطرَك في ذبولِ شبابي! أحببتُها وطويتُ صفحتها وكم قرأ اللبيبُ صحيفةً وطواها زف الصباحُ إلى الرمال نداءَها وسرى النسيمُ عشيةً فنعاها *** *** أأرى شروقَك في أفولِ مغاربي وأشم عطرَك في ذبولِ شبابي! غال الزمانُ ضبابَها وحبابها وتبخرتْ أحلامُها ورؤآها أحببتُها وطويتُ صفحتها وكم قرأ اللبيبُ صحيفةً وطواها تلك الوليدة لم تطل بشراها لمّا تكد تطأ الثرى قدماها زف الصباحُ إلى الرمال نداءَها وسرى النسيمُ عشيةً فنعاها زف الصباحُ إلى الرمال نداءَها وسرى النسيمُ عشيةً فنعاها حتى اذا الأقدار شئن وعدت لي راجعتُ نفسي واهتمت صوابي أأرى شروقَك في أفولِ مغاربي وأشم عطرَك في ذبولِ شبابي! هات اسقني واشربْ على سر الأسى وعلى بقايا مهجة وشجاها مهلا نديمي! كيف ينسى حبها من ينشد السلوى على ذكراها ما زلت تسقيني لتنسيني الهوى حتى نسيتْ، فما ذكرت سواها كانت لنا كأسٌ وكانت قصةٌ هذا الحباب أعادها ورواها الآن غشاها الضبابُ وها أنا خلفَ المآسي والدموعِ أراها غال الزمانُ ضبابَها وحبابها وتبخرتْ أحلامُها ورؤآها لا تبكِها ذهبْت ومات هواها في القلبِ متسعٌ غدا لسواها أحببتُها وطويتُ صفحتها وكم قرأ اللبيبُ صحيفةً وطواها تلك الوليدة لم تطل بشراها لمّا تكد تطأ الثرى قدماها زف الصباحُ إلى الرمال نداءَها وسرى النسيمُ عشيةً فنعاها | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 2:09 am | |
| عاصفه روح
أين شط الرجاءْ يا عُباب الهمومْ ليلتي أنواءْ ونهاري غيومْ أعولي يا جراحْ اسمعي الديّانْ لا يهم الرياحْ زورقٌ غضبانْ *** *** البلى والثقوبْ في صميم الشراعْ والضنى والشحوبْ وخيالُ الوَداعْ اسخري يا حياهْ قهقهي يا رعودْ الصبا لن أراهْ والهوى لن يعودْ الأماني غرورْ في فم البركانْ والدجى مخمورْ والردى سكرانْ راحتِ الأيامْ بابتسام الثغورْ وتولى الظلامْ في عناق الصخورْ كان رؤيا منامْ طيفك المسحورْ يا ضفاف السلامْ تحت عرش النورْ *** *** اطحني يا سنين مزقي يا حرابْ كل برق يبينْ ومضه كذابْ اسخري يا حياهْ قهقهي يا غيوبْ الصبا لن أراهْ والهوى لن يؤوبْ | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الخميس يناير 07, 2010 5:07 am | |
| كبريـــــــــــاء
نداؤك يا فؤادَ كفى نداءَ أما تنفك تسقيني الشقاءَ أنا ظمآن لم يلمعْ سرابٌ على الصحراءِ إلا خلتُ ماءَ وأنت فراش ليلى كل نور وتبعث كلَّ برق قد أضاءَ فؤاديْ قل لها لما افترقنا على شجن، وما نرجو اللقاءَ حببتكِ ما شدوت شعراً (!!) ولكني اعتصرت لكِ الدماءَ إذا أنا في هواك أضعت روحي فلست أضيعُ فيك دمي هباءَ غرامُكِ كان محراب المصلى كأني قد بلغتُ بكِ السماءَ خلعت الآدميةَ فيه عني ولكن ما خلعت به الإباءَ فلم أركعْ بساحته رياءَ ولا كالعبد ذلاًّ وانحناءَ ولكني حببْتُكِ حبَّ حرٍّ يموتُ متى أراد وكيف شاءَ (2) وحبيب كان دنيا أملي حبه الحرابُ والكعبةُ بيتُهْ من مشى يوماً على الوردِ له فطريقي كان شوكا ومشيتُهْ من سقى يوماً بماءٍ ظامئاً فأنا من قدحٍ العمرِ سقيتُهْ خفق القلبُ له مختلجاً خفقةُ المصباحِ إذ ينضبُ زيتُهْ قد سلاني فتنكرتُ لهُ وطوى صفحةَ حبي فطويتُهْ (3) أقبلتُ للنيلِ المباركِ شاكياً زمني وقد كثرتْ عليَّ همومي ومسحتُ كفيْ والجبينَ بمائهِ علِّي أهدئ ثورةَ المحمومِ وجلست أنثرُ جعبةً معمورةً بالذكرياتِ جديدِها وقديم لهفي لحب مات غيرَ مدنسٍ وشباب عمر مرَّ غيرَ ذميمِ خان الأحبةُ والرفاقُ ولم أخنْ عهدي لهم وصفحتُ صفحَ كريمِ ايخيفُني العشبُ الضعيفُ أنا الذي أسلمت للشوكِ الممضِّ أديمي وإذا ونى قلبي يدق مكانه شممي وتخفقُ كبرياءُ همومي اني لأحمل جعبتي متحديا زمني بها وحواسدي وخصومي أحني لعرش الله رأساً ما انحنى بالذل يوماً في رحابِ عظيمِ | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الخميس يناير 07, 2010 5:07 am | |
| اذكرى
اذكري ذاك المساءَ كيف كنا سعداءَ لم يدعْ عنديَ همّاً ومحا عنك الشقاءَ ملأ الدنيا صفاءَ عندما شئتِ وشاءَ أحسن الدهرُ إليْنا بعدما كان أساءَ كلما أقبلت السحب فظلَّلن السماءَ قاتمات غائمات يتهادينَ بطاءَ لاح نجمٌ من بعيد فتجلى وأضاءَ وتصدّى قمرٌ راح على الأرضِ وجاءَ | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الخميس يناير 07, 2010 5:08 am | |
| رسائل محترقــــــــــه
ذوت الصبابةُ وانطوتْ وفرغتُ من آلامها لكنني ألقى المنايا من بقايا جامها عادت إليَّ الذكرياتُ بحشدها وزحامها في ليلة ليلاء أرّ قني عصيب ظلامها هدأت رسائل حبها كالطفل, في أحلامها فحلفت لا رقدت ولا ذاقت شهيَّ منامِها أشعلت فيها النار ترعى في غزيز حطامها تغتال قصة حبنا من بدائها لختامها أحرقتُها ورميت قلبي في صميم ضرامها وبكى الرماد الآدمي على رماد غرامها | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الخميس يناير 07, 2010 5:08 am | |
| الغريب
يا قاسيَ البعد كيف تبتعدُ اني غريبُ الديارِ منفردُ إن خانني اليومُ فيك قلت غداً، وأين مني ومن لقاك غدُ إنّ غداً هوةٌ لناظرها تكاد فيها الظنون ترتعدُ أطل في عمقِها أسائلها أفيك أخفى خيالَهْ الأبدُ ألامس الجرحَ ما الذي صنعتْ به شفاهٌ رحيمةٌ ويدُ ملء ضلوعي لظى واعجبُهُ اني بهذا اللهبِ ابتردُ يا تاركي حيث كان مجلسنا وحيث غنَّاك قلبيَ الغرِدُ أرنو إلى الناس في جموعِهم أشقتهمُ الحادثاتُ أم سعدوا تفرقوا أم بها احتشدوا وغوَّروا هابطين أم صعدوا اني غريبٌ تعال يا سكني فليس لي في زحامِهم أحَدُ | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الخميس يناير 07, 2010 5:09 am | |
| بعد الفراق
(1) أجل! أهواكِ أنتِ مُنى حياتي وأنت أحب من بصري وسمعي وهل أنساكِ كلا لست أنسى هوى قد كان إلهامي ونبعى لبست من التصبرِ عنكِ درعا فها أنا تنزعُ الأيامُ درعى وها أنا لست أدري عنك سرا عرفتِ محبتي ورأيتِ دمعي تلاشت قوتي وغدا قؤادي كأن خفوقَه خلجاتُ نزعِ ابشره فيرقص في ضلوعي وأنظرُ سودَ أيامي فأنعي وقد نضبَ الخيالُ وغاض طبعي ومات على حياض اليأسِ زرعي أجرجرُ وحدتي في كل حشدٍ وأحمل غربتي في كل جمع (2) مزَّقَته فصار والله لا يقدر حتى أن يسأل اللهَ رفقا لجةٌ بعد لجةٍ كلما صارع ردت له أمانيهِ غرقى فيلقٌ بعد فيلقٍ حجب الشمس ولم يبقِ للنواظر أفقَا وسنانُ الغروب تغزوه حمرا وسنانُ العذاب تطعن زرقا وجيوشُ الظلامِ تزحفُ زحفاَ وثقالُ الأقدامِ تسحقُ سحقا... | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الخميس يناير 07, 2010 5:10 am | |
| شكوى الزمن
يا ويلتا من عمريَ الباقي هذا سوادٌ تحت أحداقي هذا بياضُ الشيب واعجبي من مغرب في زِي اشراقِ ويلي على كأسٍ معربدةٍ وعلى دمٍ في الكأس مهراقِ وعلى سراب خادعٍ وعلى متألقِ اللمحاتِ براقِ طاف الزمان به على نفرٍ مالوا بهاماتٍ وأعناقِ صُرعوا وأنت تظنهم سكروا مات الندامي أيها الساقي يا دهر لم أشك الكلالَ ولا ملكتْ خطوبُ الدهر إرهاقي عذبت أيامي بعِفَّتها وقتلتها بصفاء أخلاقي يا كم غرست وكم سقيت وكم نضرت من زهر وأوراقِ ما حيلتي والأرضُ مجدبةٌ سيان إقلالي وإغداقي أين الذين رفعت فانحدروا وبنيتُهم بنيان خلاق أن الوفاءَ بضاعةٌ كسدَتْ ومآل صاحبِها لإملاقِ إن كنتُ لم أغنمْ فقد ظفرا مني بمغفرتي وإشفاقي لكنني والجرح يُلهب لي حسي ويكوي كَي إحراقِ هيهات أنسى أنهم عبثوا ووفيْتُ لم أعبث بميثاقي | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الخميس يناير 07, 2010 5:10 am | |
| كل الورى
كل الورى يدعون حبكْ أنا الوحيد الذي أحبكْ صدرُك فيه اضطرابُ شوقٍ يقرع قرع العبابِ جنبكْ فكيف تخلي به مكاني وتسكن الغادرين قلبكْ لما اعتنقنا على اشتياقٍ لمست بالساعدين خطبكْ تعال لا تعتذر لذنب بقدر حبي غفرت ذنبكْ *** *** طال على المتعب الطريق بلا حبيب ولا صديق قد بعد الشاطئ المرجى والموج لا يرحم الغريق في واضح النور جنح ليل وفي الرحاب الفساح ضيق يا أرجوان الغروبِ مهلا ولتتئدْ أيها العقيق صبغت عمري فصرت أمشي على دمائي التي أريق.. *** *** يا مسرحاً والفصول تترى عليه مالي بك اغترارْ فلا بخير ولا بشرٍّ ولا طوال ولا قصارْ ما خنت عهدي لمن تولى كلا ولا خانني اصطبارْ أين الليالي التي تسرُ بلا لقاء ولا مزارْ كم قلت ذا مشهد يمرُّ ولم أقلْ أنه ستارْ *** *** إن كان للمشجياتِ رسمٌ إني تمثالها المقامْ بلا دموع ولا شكاةٍ قد جمد الدمعُ والكلامْ يا طالب الحزن في المآقي لا تنشد الدمع في الرخامْ وخذهُ من أخرسٍ مريرٍ من شفه دمعُها سجامْ فهل فمٌ قد بكى بكائي من ذا رأى دمعةَ ابتسامْ | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الخميس يناير 07, 2010 5:10 am | |
| راقصه
عجباً لعارية كساها الفنُّ حسناً رائعا سمراء وشتها بنانتُه بياضاً ناصعا شبه الفرائد قد كسين في الغمام براقعا خبأن نصفا هي الدجى وجلون نصفا لا معا من أي وديان الظباء ملاعبا ومراتعا؟ من عبقرٍ، ومن الالمب، ومن فنونهما معا تبدين ريان الثدي لنا وخصراً جائعا وترين كونا يشبه الكونَ الرحيبَ الواسعا متغاير الإبداع مختلف المحاسن جامعا لك خفة البطل المحلق طائراً أو واقعا لك خفة البطل المجلي مقبلاً أو راجعا متمهلاً للخصم حينا للقاءِ مسارعا | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الخميس يناير 07, 2010 5:11 am | |
| الصنم الجميل
يا قلبي الشاكي المعذب هذه الشكوى لِمَا حان الفرارُ وآن للمسجون أن يتنسما حان الحسابُ وأن للموتور أن يتكلما يا طفليَ النواح آن اليوم أن تتعلما أسفي لغالي الدمع تبذله لمرتخص الدمى أفنيته ورجعت حتى من دموعك معدما فإذا افتقدت الدمع عز فتبكينّ تبسما تبكي على العرش المصوغ من المدامع والدما تبكي على الصنم الجميل يكاد أن يتهكما تبكي تراب الأرض مصبوغا بألوان السما | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الخميس يناير 07, 2010 5:12 am | |
| شكوك
يا رامي السهم يدري أين موضعه مني ويعلم ما داريت من ألمِ
رميتَ في ساحةٍ موسومة بدمٍ منقوشةٍ بندوب الحبِّ والندمِ
لا يخدعنَّكَ منها وهي صامتةٌ صمت القبور فراغُ الموتِ والعدمِ
فكم شفاه جراحاتٍ إذا انطبقت جرح الإباءِ عليها غير ملتئم
فيم انتقامك من قلب عصفتَ به لم يبقَ من موضع فيه لمنتقمِ
وفيم لذعة سخطٍ من جوى برمٍ ترمي بجمرته في جوف مضطرم! | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الخميس يناير 07, 2010 5:13 am | |
| النسيــــــــــــــان
حان الشفاءُ فودع الألما واستقبل الأيامَ مبتسما ضيفٌ من السلوان حل بنا حدبُ اليدين مباركٌ قدما أو ما ترى الضيفَ الذي قدما يطوي الغيوبَ ويذرعُ الظلما في كفِهِ كأسٌ يقدمها تمحو العذابَ وتغسلُ الندما فاشربْ ولا ترحمْ ثمالتَها لهفي عليك شربتَ أي ظما فيض من النسيان يغمرني اني لأحمد سيله العرما مستسلماً للموج يغمرني فرحان حين أعانقُ العدما | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الخميس يناير 07, 2010 5:13 am | |
| المســـــــــــــاء
يا غلة المتلهفِ الصادي يا آيتي وقصيدتي الكبرى ماذا تركت لديَّ من زادِ إلا استعادة هذه الذكرى يا للمساء العبقري وما أبقى على الأيام في خلدي شفتاك شفا لوعةً وظما وجمالك الجبار طوعُ يدي نمشي وقد طال الطريقُ بنا ونودُّ لو نمشي إلى الأبدِ ونود لو خلتِ الحياة لنا كطريقنا وغدتْ بلا أحدِ نبني على أنقاض ماضينا قصراً من الأوهام عملاقا ونظل ننسج من أمانينا وشيا من الأحلام براقا وأظل أسقيها وتملأُ لي من مورد خلف الظنون خفي حتى إذا سكرت من الأملِ وترنحت مالت على كتفي حلفت بأني مغتد معها حيث اغتدت وهواي في دمها فمسحت بالقبلات أدمعَها وطبعت ميثاقي على فمها | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الخميس يناير 07, 2010 5:13 am | |
| عذاب
ألمي محا ذنبي إليك وكفّرا هبني أسأت ألم يحنْ أن تغفرا روحي ممزقةٌ وأنت تركتَها لمخالب الدنيا وأنيابِ الورى روحي ممزقةٌ ولو أدركتها جمّعت من أشلائها ما بعثرا أو ليس لي في ظل حبك موضع أحبو إليه وأرتمي مستنصرا؟ ما كنت أصبر عن لقائك ساعة كيف اصطباري عن لقائك أشهرا من بدّل الثغرَ الجميلَ عبوسة ومضى إلى وجه السماء فكدرا يا هاته الأقدار! عينك لا ترى تحت الدجى سأمان ممتنع الكرى ظمآن، لو باع الأحبةُ قطرةً بالعمر والدنيا جميعاً لاشتري اخفى جراحك واستعز بفتكها غريدك الشادي المحلق في الذرى يرنو إليك على البعاد ويعتلي فيجره الجرحُ المميتُ إلى الثرى قد عاش وهو معذبٌ بإبائه ولقد يلاقي يومَه مستكبرا حتام كتماني وطول تجلدي يا أيها الجاني عليَّ وما درى ومتى المآب إلى رحابِك مرةً لأريك جرحي والدما والخنجرا | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الخميس يناير 07, 2010 5:14 am | |
| ملحمه السراب
(1) ... ... كيف للنازح الحبيبِ ارتحالي وجناحاي السقم والبرحاءُ ادركي زورقي فقد عبث اليم به والعواصف الهوجاءُ أفق لا يحد للعين قد ضاق فأمسى والسجن هذا الفضاءُ عجبي من ترقبي ما الذي أرجو ولما يعدْ لقلبي رجاء التقينا كما التقى بعد تطوافٍ على القفر في السرى انضاءُ في ذراعي أو ذراعيك أمن وسلامٌ ورحمةٌ ونجاءُ كم أناديك في التنائي فترتد بلا مغنم ليَ الا صداء وأناديك في التداني وما أطمع إلا أن يستجاب النداءُ لفظة لاتبين تنطلق الأقدارُ عن قوسها ويرمي القضاءُ وهي في الطرس قصةٌ تذكر الأحبابُ فيها وتحشد الأنباءُ فقليلٌ من السعادةِ لا يكمل فيه ولا يطولُ الهناءُ ما بقائي وأجمل العمر ولّى وانتظاري حتى يحين الشتاءُ وبنفسي دب المساءُ وحل الليل من قبل أن يحين المساءُ ولك الوجه أومض الحسنُ فيه والتقى السحرُ عنده والذكاءُ ولك الجيد أتلعا أودع الصانعِ فيه من قدرة ما يشاءُ وأنا الطائر الذي تصطبي نفسي السماوات والذرى الشماءُ مرحباً بالهوى الكبير، فإن يبقَ وإن تسلمي يطبْ لي البقاءُ مرّ يومي كأمسِه مسرحاً تعرض فيه الحياةُ والأحياءُ لم يحلْ طبعه ولا ذات يوم لبست غير نفسها حواءُ والحطامُ الفاني عليه اقتتالٌ والأماني بريقُها إغراءُ والغيوبُ المحجباتُ رحابٌ تعبت في رموزها الحكماءُ مرّ يومي كأمسه وأتى ليلٌ بهيج تزف فيه السماءُ لم تزل تسكب السلاف وللأقـ ـداحِ فيها تجددٌ وامتلاءُ غير نجم في جانب الليل يقظان، له روعة بها وجلاءُ كم أغنِّيهِ بالحنين كما غنت على فرعِ غصنها الورقاءُ موقداً للغريب نار ضلوعي فعسى للغريب فيها اهتداءُ... بالذي فيك من سنا لا تدعني فيم هذا المطال والإبطاءُ وانتهى بعدك الجميلُ فلا فضلٌ لمسدٍّ ولا يدٌ بيضاءُ حسنات كانت يد الدهر عندي فانطوت بانطوائك الآلاءُ (2) ... ... جفا الربيعُ ليالينا وغادرها وأقفر الروضُ لا ظل ولا ماءُ ولا لطائر قلبٍ أن يقر ولا لمركب فزع في الشط إرساءُ! خرساء آونة هوجاء آونة وليس تخدع ظني وهي خرساءُ أأنتِ ناديتِ أم صوتٌ يخيل لي فلي إليكِ بإذن الوهم إصغاءُ تفرق الناس حول الشط واجتمعوا لهم به صخبٌ عالٍ وضوضاءُ هم الورى قبل إفسادِ الزمان لهم وقبل أن تتحدّى الحبَّ بغضاءُ تألقتْ شمسُ ذاك اليوم واضطرمت كأنها شعلٌ في الأفْقِ حمراءُ ما لي بهم، أنت لي الدنيا بأجمعها وما وعت ولقلبي منك إغناءُ أرنو إليك وبي خوفٌ يساورني وانثني ولطرفي عنك إغفاءُ وأيما لفظة فالريحُ ناقلةٌ والشطُّ حاكٍ لها والأفقُ أصداءُ لما أفقنا رأينا الشمسَ مائلةً إلى المغيب وما للبين إرجاءُ مشى لها شفقٌ دامٍ فخضبها كأنه في ذيولِ الشعرِ جِناءُ ومن تنفست حر الوجد في فمه فما ارتويت وهذا الري إظماءُ *** *** السراب في السجن يا سجين الحياة أين الفرارُ أوصد الليلُ بابه والنهارُ والتعلات من هوى وشباب قصة مسدلٌ عليها الستارُ طال ليلُ الغريب وامتنع الغمض وفي المضجع الغضا والنارُ عشتُ حتى أرى خمائلَ حبي تتهاوي كشامخ ينهارُ ما انتفاع الفتى بموحش عيشٍ بقيَتْ كأسُه وطاح العقارُ ما انتفاعي وتلك قافلة العيش وفي ركبها اللظى والدمارُ وذراعيَّ في انتظارٍ، وصدري فيه بالضيف فرحةٌ واحتفاءُ موقداً للغريب نار ضلوعي فعسى للغريب فيها اهتداءُ... لمَ خليتني وباعدت مسراك ومالي إلى ذراك ارتقاءُ بالذي فيك من سنا لا تدعني فيم هذا المطال والإبطاءُ ما تراني وقد ذهبت بحظي اخطأتني من بعدك النعماءُ وانتهى بعدك الجميلُ فلا فضلٌ لمسدٍّ ولا يدٌ بيضاءُ ومشى الحسن في ركابك والإحسان طراً والغرة السمحاءُ حسنات كانت يد الدهر عندي فانطوت بانطوائك الآلاءُ (2) السراب على البحر لا القوم راحوا بأخبارٍ ولا جاؤوا ولا لقلبك عن ليلاك أنباءُ، جفا الربيعُ ليالينا وغادرها وأقفر الروضُ لا ظل ولا ماءُ يا شافي الداء قد أودى بي الداءُ أما لذا الظمأ القتال إرواءُ ولا لطائر قلبٍ أن يقر ولا لمركب فزع في الشط إرساءُ! عندي سماء شتاءٍ غير ممطرةٍ سوداء في جنبات النفسِ جرداءُ خرساء آونة هوجاء آونة وليس تخدع ظني وهي خرساءُ وكيف تخدعني البيداءُ غافية وللسوافي على البيداء إغفاء أأنتِ ناديتِ أم صوتٌ يخيل لي فلي إليكِ بإذن الوهم إصغاءُ لبيكِ لو عند روحي ما تطير به وكيف ينهضُ بالمجروحِ إعياءُ تفرق الناس حول الشط واجتمعوا لهم به صخبٌ عالٍ وضوضاءُ وآخرون كسالى في أماكنِهم كأنهمْ في رمال الشط أنضاءُ هم الورى قبل إفسادِ الزمان لهم وقبل أن تتحدّى الحبَّ بغضاءُ ضاقت نفوسٌ باحقادٍ ولو سلمت فإنها كسماء البحر روحاءُ... تألقتْ شمسُ ذاك اليوم واضطرمت كأنها شعلٌ في الأفْقِ حمراءُ طابت من الظل، ظل القلب ناحيةٌ لنا، وقد صَلِيَتْ بالحرِّ أنحاءُ ما لي بهم، أنت لي الدنيا بأجمعها وما وعت ولقلبي منك إغناءُ لو أنه أبدٌ ما زاد عن سنةٍ ومدةُ الحلم بالجفنين إغفاءُ أرنو إليك وبي خوفٌ يساورني وانثني ولطرفي عنك إغفاءُ إذا نطقت فما بالقول منتفعٌ وان سكت فإن الصمتَ افشاءُ وأيما لفظة فالريحُ ناقلةٌ والشطُّ حاكٍ لها والأفقُ أصداءُ يا ليل من علم الأطيارَ قصتنا وكيف تدري الصبا أنا أحِباءُ لما أفقنا رأينا الشمسَ مائلةً إلى المغيب وما للبين إرجاءُ شابت ذوائبُ، وانحلت غدائَرُها شهباء في ساعة التوديع صفراءُ مشى لها شفقٌ دامٍ فخضبها كأنه في ذيولِ الشعرِ جِناءُ يا من تنفس حر الوجد في عنقي كما تنفس في الأقداح صهباءُ ومن تنفست حر الوجد في فمه فما ارتويت وهذا الري إظماءُ ما أنت عن خاطري بالبعد مبتعد ولن تواريك عن عينيّ ظلماءُ.. (3) السراب في السجن يا سجين الحياة أين الفرارُ أوصد الليلُ بابه والنهارُ فلمنْ لفتةٌ وفيم ارتقابٌ ليس بعد الذي انتظرت انتظارُ والتعلات من هوى وشباب قصة مسدلٌ عليها الستارُ ما الذي يبتغي العليلُ المسجَّى قد تولى العوادُ والسمارُ طال ليلُ الغريب وامتنع الغمض وفي المضجع الغضا والنارُ وهَب السجنُ بابه صار حرا لكَ لا حائل ولا أسوارُ وعفا القيدُ عنك كفاً وساقاً فإذا الأرض كلها لك دارُ أين أين الرحيل والتسيار بعدت شقة وشط مزار والخطى المثقلاتُ باليأس أغلالٌ لساقيك والمشيبُ عثارُ ما انتفاع الفتى إذا عفت الجنة واجتاح دوحَها الأعصارُ عشتُ حتى أرى خمائلَ حبي تتهاوي كشامخ ينهارُ تحت عيني ويذبل الحسنُ فيها ويموتُ الربيعُ والأنوارُ ما انتفاع الفتى بموحش عيشٍ بقيَتْ كأسُه وطاح العقارُ وبقاء البساط بعد الندامي كأس سم بها يدور البوارُ ما انتفاعي وتلك قافلة العيش وفي ركبها اللظى والدمارُ الدمار الرهيب والعدم الشامل واللفحُ والضنى والأوارُ يا ديار الحبيب هل كان حلما ملتقى دون موعد يا ديارُ؟ يا عزيز الجنى عليك سلام كيف جادت بقربك الأقدار بورك الكرم والقطوف واوقات كأن العناقَ فيها اعتصارُ كلما أطلقتك كفي استردتك كما يحفز الغريم الثارُ | |
|
| |
| الشاعر ابراهيم ناجى | |
|