| الشاعر ابراهيم ناجى | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: الشاعر ابراهيم ناجى الخميس نوفمبر 26, 2009 12:11 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ذات مساء
وانتحينا معا مكاناً قصياً **** نتهادى الحديث أخذاً وردّا
سألتني مللتنا أم تبدلتَ **** سوانا هوىً عنيفاً ووجدا
قلت هيهات! كم لعينيكِ عندي***من جميلٍ كم بات يهدى ويسدى
انا ما عشت أدفع الدين شوقا**** وحنينا إلى حماكِ وسهدا
وقصيداً مجلجلاً كل بيتٍ**** خلفَه ألفُ عاصفٍ ليس يهدا
ذاك عهدي لكن قلبك لم يقض**** ديونَ الهوى ولم يرعَ عهدا
والوعودُ التي وعدتِ فؤادي**** لا أراني أعيش حتى تؤدَّى
_________________
| دَين الأحياء
دَينٌ . . . وهذا اليومُ يومُ وفاءِ **** كم منَّةٍ للميْتِ في الاحياءِ!
إن لَم يكن يُجزَى الجزاءَ جميعَه **** فلعلَّ في التذكار بعضَ جزاءِ
يا ساكنَ الصحراء منفرداً بها **** مستوحشاً في غربةٍ وتنائي
هل كنتَ قبلاً تستشفّ سكونَها **** وترى مقامَك في العراء النائي
فأتيتَ - والدنيا سرابٌ كلها- **** تروي حديثَ الحبِّ في الصحراءِ
ووصفتَ قيساً في شديدِ بلائه **** ظمآن يطلب قطرةً من ماءِ
ظمآن حين الماء ليلى وحدُها **** عزَّت عليه ولَم تُتح لظماءِ!
هيمان يضرب في الهواجر حالماً **** بظلال تلك الجنة الفيحاءِ
فاذا غفا فلطيفها، وإذا هفا **** فلوجهها المستعذبِ الوضّاءِ
يا للقلوب لقصةٍ بقيت على **** قِدم الدهور جديدةَ الأنباءِ
هي قصةُ الطيف الحزين، وصورةُ **** القلب الطعين، مجللاً بدماءِ
هي قصةُ الدنيا، وكم من آدم **** منا له دمعٌ على حوّاءِ
كل به قيسٌ إذا جنَّ الدجى **** نزع الإباءَ وباح بالبرحاءِ
فاذا تداركه النهارُ طوى المدمعَ **** في الفؤاد وظُنَّ في السعداء
لا تعلم الدنيا بما في قلبه **** من لوعةٍ ومرارةٍ وشقاء
كلٌّ له "ليلى" ومن لَم يَلقها **** فحياته عبثٌ ومحضُ هباءِ
كلٌّ له "ليلى" يرى في حبها **** سرّ الدُّنى وحقيقة الأشياءِ
ويرى الأماني في سعير غرامها **** ويرى السعادةَ في أتمِّ شقاءِ
الكونُ في احسانها والعمرُ عند **** حنانها، والخلدُ يومُ لقاءِ
يا للقلوب لقصةٍ محزونةٍ **** لم تُروَ إلاَّ روِّحَتْ ببكاءِ
خلُدت على الدنيا وزادت روعةً **** ممّا كساها سيدُ الشعراءِ
خلدتْ على الدنيا وزادت روعةً **** من جودة التمثيل والإلقاءِ
من فنّ (زينبها) ومن (علاّمه ) **** زين الشباب وقدوةِ النبغاء
|
| |
|
| |
هذيـ قلم ـان شخصيه هامه
عدد المساهمات : 507 العمر : 36 نقاط : 683 الموقع : نبض القـلوب
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الجمعة ديسمبر 25, 2009 5:38 am | |
| ليا الشرف أن اتابع معك صديقي العزيز وانشاء الله اقدر اعمل شى هون بالمنتدى بهدا القسم بالذات
تحيات
قلب شاعر
| |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:32 am | |
| اهلا بيك
الشرف ليا
نورت المنتدى يا اخ عمرو
وان شاء الله بكمل موضوع ابراهيم ناجى
تحياتى الك | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:33 am | |
| الاجنحه المحترقه
يا أمتي كم دموعٍ في مآقينا نبكي شهيديك أم نبكي أمانينا؟! يا أمتي إن بكينا اليوم معذرةً في الضعفِ بعضُ المآسي فوق أيدينا واهاً على السرب مختالاً بموكبه وللنسور على الأوكار غادينا قالوا الضباب فلم يعبأ جبابرةٌ لا يدركون العلا إلاّ مضحِّينا والمانش يعجب منهم حينما طلعوا على غوارِبِهِ الغيرى مطلِّينا فاستقبلتهم فرنسا في بشاشتها تجزي البسالة ورداً أو رياحينا قالوا النسور فهبَّ القومُ وادَّكروا نسراً لهم ملأَ الدنيا ميادينا وهلل السِّين إذ هلَّت طلائعنا طلائع المجد من أبناء وادينا حان الأمانُ ووافَى السربُ فافتقدوا نسرين ظنوهما قد أبطآ حينا لكنه كان إبطاءَ الرَّدى فهما لما دعا المجد قد خَفَّا ملبينا فلبيكِ من شاء وليُشبعْ محاجرَهُ ولينتحبْ ما يشاءُ الحزنَ باكينا يبكي الحبيب وتبكي فقد واحدها من لا ترى بعده دنيا ولا دينا هُنيهة ثم يسلو الدمعَ ساكبُه لا يدفعُ شيئاً من عوادينا فكلما حلَّ رزءٌ صاحَ صائحُنا: فداك يا مصر لا زلنا قرابينا فداك يا مصر هذا النجم منطفئاً والنسر محترقاً والليث مطعونا! | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:34 am | |
| أصوات الوحده
يا وحدتي جئت كي أنسَى وهائنذا ما زلتُ أسمعُ أصداءً وأصواتا
مهما تصاممتُ عنها فهي هاتفةٌ يا أيها الهاربُ المسكينُ هيهاتا!
جَرَّتْ عليَّ الأماني مِنْ مجاهلِها وجمَّعَتْ ذِكَراً قد كُنَّ أشتانا
ما أَسْخَفَ الوحدةَ الكبرى وأضيعهَا إذا الهواتف قد أرجعن ما فاتا
بَعثن ما كان مطويّاً بمرقدهِ ولم يزَلْنَ إلى أن هبَّ ما ماتا
تلفَّتَ القلبُ مطعوناً لوحدته وأين وحدته؟ باتتْ كما باتا!
حتى إذا لم يجدْ ريّاً ولا شبعاً أفضى إلى الأمل المعطوب فاقتاتا! | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:35 am | |
| الختـــــــــــام
عجباً لقلب هيض منكَ جناحُهُ وجرى به نصلُ الندامةِ يذبحُ
ومضى الحِمامُ يدبُّ فيه فإن جرتْ ذكراك طار إليك وهو مجنَّحُ
لهفي على الناقوس بين جوانحي وعلى بقيةِ هيكلٍ لا تصلحُ
لا فرق بين أنينه ورنينهِ وصداه في وادي المنيةِ أوضحُ
يا قلب! صهباء الهوى وبساطه وكؤوسه المتجاوبات الصُّدَّحُ
وقفٌ على متنقلين على الهوى يبغون من لذاته ما يسنحُ
متبدِّلين موائداً وأحبةً ما خاب من حب فآخر يفلحُ
فالحبُّ آسيه وراء عليله فيهم، وبلسمه على ما يجرحُ
يا قلبُ! ويح ثباتنا ماذا جنى أترى شعاعاً في البقيةِ يُلمحُ!
يا أيها الحبُّ المقدَّسُ هيكلاً ذاق الردى من عابديك مسبحُ
كثرت ضحاياه وطال قياُمه وصيامه فمتى رضاءَك تمنحُ؟
يا دوحة الأرواح يُحمد عندها فيءٌ ويعبد زهرُها المتفتحُ
أينال ظلَّك والرعايةَ عابثٌ بجلالك البادي وآخر يمزحُ
ويبيت يحرمه قتيل صبابةٍ قضّى الحياةَ إلى ظلالك يطمحُ
ليلى! حببتُكِ كالحياة وذقتُ في ناديك كأساً بالأماني تطفحُ
فتكسرت قدح المنى ورجعتُ من سقم الهوى وهزاله أترنحُ
نزل الستار على الرواية وانقضتْ تلك الفصولُ وفُضَّ ذاك المسرحُ | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:35 am | |
| فى الظلام
أليلاي ما أبقى الهوى فيّ من رشدِ فردي على المشتاقِ مهجتَه ردِّي أينسى تلاقينا وأنت حزينةٌ ورأسك كابٍ من عياءٍ ومن سهدِ أقول وقد وسّدتُه راحتي كما توسّد طفلٌ متعبٌ راحة المهدِ.. تعاليْ إلى صدرٍ رحيبٍ وساعدٍ حبيبٍ وركنٍ في الهوى غير منهدِ بنفسي هذا الشعر والخُصَل التي تهاوت على نحرٍ من العاجِ مُنقدِ ترامتْ ما شاءتْ وشاء لها الهوى تميل على خدٍّ وتصدفُ عن خدِ وتلك الكروم الدانيات لقاطفٍ بياض الأماني من عناقيدها الرّبْدِ فيا لك عندي من ظلامٍ محببٍ تألق فيه الفرقُ كالزمن الرغد ألا كُلُّ حسنٍ في البرية خادمٌ لسلطانة العينين والجيدِ والقدِّ وكل جمالٍ في الوجود حياله به ذلةُ الشاكي ومرحمةُ العبدِ وما راع قلبي منك إلا فراشةٌ من الدمعِ حامتْ فوق عرش من الوردِ مجنحةٌ صيغتْ من النور والندى ترفُّ على روضٍ وتهفو إلى وردِ بها مثل ما بي يا حبيبي وسيِّدي من الشجن القتال والظمأ المُردي لقد أقفر المحرابُ من صلواته فليس به من شاعرٍ ساهرٍ بعدي وقفنا وقد حان النوى أي موقفٍ نحاول فيه الصبرَ والصبرُ لا يجدي كأن طيوفَ الرعبِ والبين موشكٌ ومزدحمَ الآلامِ والوجدُ في حشدِ ومضطرمَ الأنفاسِ والضيقُ جاثمٌ ومشتبك النجوى ومعتنق الأيدي مواكب حُرس في جحيم مؤبد بغير رجاءٍ في سلام ولا برد فيا أيكة مدّ الهوى من ظلالها ربيعاً على قلبي وروضاً من السعد تقلصتِ إلا طيفَ حبٍّ محيّرٍ على درجٍ خابي الجوانب مسودِّ تردَّدَ واستأنى لوعد وموثقٍ وأدبرَ مخنوقاً وقد غص بالوعدِ وأسلمني لليلٍ كالقبرِ بارداً يهب على وجهي به نفسُ اللحدِ وأسلمني للكون كالوحش راقداً تمزقني أنيابُه في الدجى وحدي كأن على مصر ظلاماً معلقاً بآخر من خابي المقادير مربدِ ركودُ وإبهامٌ وصمتٌ ووحشةٌ وقد لفها الغيبُ المحجبُ في بُردِ أهذا الربيعُ الفخمُ والجنةُ التي أكاد بها أستافُ رائحةَ الخلدِ تصيرُ إذا جن الظلامُ ولفها بجنحٍ من الأحلام والصمتِ ممتدِّ مباءةَ خمّارٍ وحانوتَ بائعٍ شقيِّ الأماني يشتري الرزق بالسهدِ وقد وقف المصباحُ وقفة حارس رقيب على الأسرارِ داعٍ إلى الجدِّ كأن تقياً غارقاً في عبادةٍ يصوم الدجى أو يقطع الليلَ في الزهدِ فيا حارس الأخلاق في الحيِّ نائمٌ قضي يومَه في حومة البؤسِ يستجدي وسادته الأحجارُ والمضجعُ الثرى ويفترش الافريزَ في الحر والبردِ وسيارةٌ تمضي لامر محجبٍ محجبة الأستار خافية القصدِ إلى الهدف المجهولِ تنتهبُ الدجى وتومض ومض البرق يلمع عن بُعدِ متى ينجلي هذا الضنى عن مسالكٍ مرنقة بالجوع والصبرِ والكدِّ ينقبُ كلبٌ في الحطام وربما رعى الليل هوٌّ وساهرٌ وغفا الجندي أيا مصر ما فيك العشية سامرٌ ولا فيك من مصغِ لشاعرك الفردِ أهاجرتي، طال النوى فارحمي الذي تركتِ بديدَ الشملِ منتثرَ العقدِ فقدتكِ فقدانَ الربيعِ وطيبَهُ وعدتُ إلى الإعياء والسقم والوجدِ وليس الذي ضيعتُ فيك بِهَيِّنٌ ولا أنتِ في الغيّاب هينة الفقدِ بعينيك استهدي فكيف تركتني بهذا الظلام المطبق الجهم أستهدي بورْدِكِ أستسقي فكيف تركتني لهذي الفيافي الصم والكثب الجردِ بحبكِ استشفي فكيف تركتني ولم يبق غير العظم والروح والجلدِ وهذي المنايا الحمر ترقص في دمي وهذي المنايا البيض تختل في فودي وكنت إذا شاكيت خففت محملي فهان الذي ألقاه في العيش من جهدِ وكنت إذا انهار البناءُ رفعتُهُ فلم تكنِ الأيامُ تقوى على هَدِّي وكنت إذا ناديتُ لبيْتِ صرختي فوا أسفاً كم بيننا اليوم من سدِّ سلامٌ على عينيك ماذا اجنتا من اللطف والتحنان والعطف والودِّ إذا كان في لحظيك سيفٌ ومصرعٌ فمنكِ الذي يحي ومنكِ الذي يردي إذا جُرِّد لم يفتكا عن تعمدٍ وإن أغمدا فالفتك أروع في الغمدِ هنيئاً لقلبي ما صنعتِ ومرحبا وأهلا به إن كان فتكُكِ عن عمدِ فإني إذا جن الظلامُ وعادني هواك فأبديتُ الذي لم أكن أبدي وملتُ برأسي باكياً أو مواسياً وعندي من الأشجان والشوقِ ما عندي أُقبِّلُ في قلبي مكاناً حللتِه وجرحاً أناجيه على القرب والبعدِ ويا دار من أهوى عليكِ تحية على أكرم الذكرى على أشرف العهدِ على الأمسيات الساحرات ومجلسٍ كريمِ الهوى عفِّ المآرب والقصدِ تنادُمنا فيه تباريحُ معشرٍ على الدم والأشواك ساروا إلى الخلدِ دموعٌ يذوب الصخر منها فإن مضوا فقد نقشوا الأسماءَ في الحجرِ الصلدِ وماذا عليهم إن بكوا أو تعذبوا فإن دموعَ البؤسِ من ثمنِ المجدِ .. | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:36 am | |
| أنوار
طابت بكِ الأيامُ وافرحتاهْ أنتِ الأمانيْ والغنى والحياهْ
فليذهبِ الليلُ غفرنا لهُ ما دام هذا الصبح عقبى دجاهْ
يا من غَفَتْ والفجرُ من دارِها شعشعَ في الآفاق أبهى سناهْ
قد طرق الباب فتىً متعبُ طال به السير وكلَّت خطاهْ
نقَّل في الأيام أقدامَهُ يبغي خيالاً ماثلاً في مناهْ
عندك قد حطّ رحال المنى وفي حمى حسنِك ألقى عصاهْ
كم هدأ الليلُ وران الكرى إلا أخا سهدٍ يغنِّي شجاهْ
ناداك من أقصى الربى فاسمعيْ لمن على طول اللياليْ نداهْ
نادى أليفاً نام عن شجوهِ عذبٌ تجنيه عزيزٌ جناهْ
أحبَّكِ الحبُّ وغنّى بهِ غفَّ الأمانيْ والهوى والشفاهْ
وإنما الحبُّ حديثُ العلى أنشودة الخلدِ ونحنُ الرواهْ.. | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:37 am | |
| احلام سوداء
رُبَّ ليلٍ قد صفا الأفق بهِ وبما قد أبدعَ اللهُ ازدهرْ
وسرى فيه نسيمُ عَبِقٌ فكان الليلَ بُسْتَانٌ عَطِرْ
قلتُ يا رب لمن جمَّلته ولمن هذي الثريات الغررْ..؟
فعرا الأفقَ قَتامٌ وبَدَتْ سحبٌ تحبو إلى وجهِ القمرْ
كلما تقرب تمتد لهُ كأكفٍّ شرهاتٍ تنتظر
صحت بالبدر: تنبَّهْ للنذرْ ادركِ الهالةَ حفت بالخطرْ
لا تبحْ مائدة النور لهم لا تبحْها لسوادٍ معتكرْ
قهقه الرعدُ ودوَّى ساخراً فكأنَّ الرعدَ عربيدٌ سكرْ
قمتُ مذعوراً وهمت قبضتي ... ثم مدت، ثم ردت من خَوَرْ
لهف القلب على الحسن إذا قهقه الغربانُ والذِّئبُ سخرْ
تحتمي الوردةُ بالشوكِ فإن كثر القطافُ لم تغنِ الابرْ
آهِ من غصنٍ غنيٍّ بالجنى ومِن الطامع في ذاك التمرْ
آه من شك ومن حب ومن هاجساتٍ وظنونٍ وحذرْ
كست الأفقَ سواداً لم يكن غيرَ غيمٍ جاثمٍ فوق الفكرْ
طالما قلت لقلبي كلما أنَّ في جنبي أنينَ المحتضرْ
إن تكن خانتْ وعقَّت حبَّنا فأضِفْها للجراحاتِ الأخرْ | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:38 am | |
| الزورق يغرق والملاح يستصرخ
أَيْنَ شَطُّ الرَّجَـاءْ يَا عُبَابَ الهُمُومْ لَيْـلَتِـي أَنْـوَاءْ وَنَهَارِي غُيُـومْ * * * *** أَعْوِلِـي يَا جِـرَاحْ أَسْمِعِي الدَّيَّـانْ لا يَهُـمُّ الرِّيَـاحْ زَوْرَقٌ غَضْبَـانْ * * * *** البِلَـى وَالثُّقُـوبْ فِي صَمِيمِ الشِّرَاعْ وَالضَّنَى وَالشُّحُوبْ وَخَيَالُ الـوَدَاعْ * * * *** إِسْخَرِي يَا حَيَـاهْ قَهْقِهِي يَا رُعُودْ الصِّبَـا لَـنْ أَرَاهْ وَالْهَوَى لَنْ يَعُودْ * * * *** الأَمَانِـي غُـرُورْ فِي فَمِ البُرْكَـانْ وَالدُّجَـى مَخْمُورْ وَالرَّدَى سَكْـرَانْ * * * *** رَاحَـتِ الأَيَّـامْ بِابْتِسَامِ الثُّغُـورْ وَتَوَلَّـى الظَّـلامْ فِي عِنَاقِ الصُّخُورْ * * * *** كَانَ رُؤْيَـا مَنَـامْ طُيْفُكِ الْمَسْحُورْ يَا ضِفَافِ السَّـلامْ تَحْتَ عَرْشِ النُّورْ * * * *** إِطْحَنِـي يَا سِنِيـنْ مَزِّقِـي يَا حِرَابْ كُلُّ بَـرْقٍ يَبِيـنْج وَمْضُـهُ كَذَّابْ * * * *** إِسْخَرِي يَا حَيَـاهْ قَهْقِهِي يَا غُيُوبْ الصِّبَـا لَـنْ أَرَاهْ وَالْهَوَى لَنْ يَؤُوبْ | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:38 am | |
| الحياه
جلستُ يوماً حين حلَّ المساءْ وقد مضى يومي بلا مؤنسِ أريح أقداماً وهتْ من عياءْ وأرقب العالَم من مجلسي!
*** أرقبه! يا كَدّ هذا الرقيب في طيب الكون وفي باطلهْ وما يبالي ذا الخضم العجيبْ بناظر يرقب في ساحلهْ
*** سيان ما أجهل أو أعلم من غامض الليل ولغز النهارْ سيستمر المسرح الأعظم روايةً طالت وأين الستار
*** عييتُ بالدنيا وأسرارها وما احتيالي في صموت الرمالْ! أنشد في رائع أنوارها رشداً فما أغنم إلا الضلالْ !
*** أغمضت عيني دونها خائفاً مبتغياً لي رحمة في الظلامْ فصاح بي صائحها هاتفاً كأنما يوقظني من منامْ:
*** أنت امرؤٌ ترزح تحت الضنى لم يبق منك الدهر إلا عنادْ! وكل ما تبصره من سنا يهزأ بالجذوة خلف الرمادْ!
*** وكل ما تبصره من قوى تدوي دويّ الريح عند الهبوبْ يسخر من مبتئس قد ثوى يرنو إلى الدنيا بعين الغروبْ!
*** انظر إلى شتى معاني الجمالْ منبثة في الأرض أو في السماءْ ألا ترى في كل هذا الجلال غير نذيرٍ طالعٍ بالفناءْ!
*** كم غادة بين الصبا والشبابْ تأنقّ الصانع في صنعها تخطر والأنظار تحدو الركاب ولفظة الاعجاب في سمعها!
*** وربما سار إلى جنبها مدّله ليس يبالي الرقيبْ يمشي شديد العجب في قربها إذا راح يوليها ذراع الحبيبْ!
*** وانظر إلى سيارة كالأجل تخطف خطفاً لا تُبالي الزحامْ هذا الردى الجاري اختراع الرجلْ هل بعد صنع الموت شيءٌ يُرامْ!
*** وانظر إلى هذا القويّ الجسدْ الباتر العزم الشديد الكفاحْ! قد أقبل الليل فحيّ الجلد في رجل يدأب منذ الصباحْ
*** أجبت: يا دنياي من تخدعين؟ إني امرؤٌ ضاق بهذا الخداعْ مزّقتِ عن عيشي . هنيّ السنين لأنني مزقتُ عنكِ القناعْ !
*** إن الجمالَ الساحرَ الفاتنا يا ويحه حين تغير الغضونْ ويعبثُ الدهر بحلو الجنى وتستر الصبغة إثم السنينْ!
*** وهذه السيارة العاتيهْ وربما الجبار كالبرق سارْ ما هي إلا شُعَلٌ فانيهْ نصيبها مثل شعاع النهارْ!
*** وارحمتاه للقويِّ الصبورْ يقضي الليالي في كفاحٍ سخيفْ وكيف لا أبكي لكدح الفقيرْ أقصى مناه أن ينال الرغيفْ!
*** كم صحتُ إذا أبصرت هذا الجهادْ وميسم الذلة فوق الجباهْ يا حسرتا ماذا يلاقي العبادْ أكُلُّ هذا في سبيل الحياهْ؟!
*** وفي سبيل الزاد والمأكل نملأ صدر الأرض إعوالا كم يسخر النجمُ بنا مِن عل وكم يرانا الله أطفالا!
*** يا ربِّ غفرانك إنا صِغارْ ندبّ في الدنيا دبيبَ الغرورْ نسحب في الأرض ذيولَ الصغارْ والشيبُ تأديبٌ لنا والقبورْ! | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:39 am | |
| تحليل قبله
ولما ألتقينا بعد نأي وغربة شجيين فاضا من أسى وحنين تسائلني عيناك عن سالف الهوى بقلبي وتستقضي قديم ديون فقمت وقد ضج الهوى في جوانحي وأن من الكتمان أيّ أنين يبث فمي سرّ الهوى لمقبّل أجود له بالروح غيرَ ضنين إذا كنت في شك سلي القبلة التي أذاعت من الأسرار كل دفين مناجاة أشواق وتجديد موثق وتبديد أوهام وفض ظنون وشكوى جوى قاسٍ وسقم مبرح وتسهيد أجفان وصبر سنين
*********************************
وداع المريض
فيم الغدو غداً وأين رواحي ويح الصباح ! لقد مضى بصباحي عصفت علينا غير راحمة لنا ياصفوة الأحباب , أي رياحِ عبثت بمعبود العيون وصيرّت كالورس لوناً توأم التفاح ذهبوا به كالورد جافاه الندى ومضوا به شبحاً من الأشباح يا هاتفاً باسمي فديت منادياً رد النداء عليه حر نواحي يا آسي الآسي لممت جراحتي وأسلت يوم نواك أي جراحِ طأطأت للبين المشتت هامتي وخفضت للقدر المغير جناحي أي الليالي العاتيات سهرتها في أي آلام وأيّ كفاح هدم الضنى العادي قوي شكيمتي وثني معاندتي ورد جماحي وطغى على الملك الموسد بيننا في لطف زنبقة وضعف أقاح كيف المآب الى مكان موحش *متجهم العرصات قفر الساح في كل ناحية خيال هاتف ومذكر بجبينك الوضاح وموسد كالطيف صاح ليله أمسيت أرعاه بجفنٍ صاح عاد الشقي إلى قديم شقائه ومحا من الدنيا السعادة ماحي ويح الحياة اليوم أين جمالها وعلام اخفاقي بها ونجاحي أنت الذي وهب الحياة لميت في الأرض منفرد بغير طماح أشرقت في ظلمائها وغمامها وطلعت مثل البارق اللماح | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:40 am | |
| عتــــــــــــاب
هجرت فلم نجد ظلاً يقينا أحلماً كان عطفك أم يقينا أهجراً في الصبابة بعد هجر أرى أيامه لا ينتهينا لقد أسرفت فيه وجرت حتى على الرمق الذي أبقيت فينا كأن قلوبنا خلقت لأمر فمذ أبصرن من نهوى نسينا شغلن عن الحياة ونمن عنها وبتن بمن نحب موكلينا فإن ملئت عروق من دماءٍ فإنَّا قد ملأناها حنينا
*********************
الفراق
يا ساعة الحسرات والعبرات أعصفت أم عصف الهوى بحياتي ما مهربي ملأ الجحيم مسالكي وطغى على سُبُلي وسد جهاتي من أي حصن قد نزعت كوامنا من أدمعي استعصمن خلف ثباتي حطمت من جبروتهن فقلن لي أزف الفراق فقلت ويحك هاتي أأموت ظمآناًوثغرك جدولي وأبيت أشرب لهفتي وولوعي جفت على شفتي الحياة وحلمها وخيالها من ذلك الينبوع قد هدني جزعي عليك وادعي أني غداة البين غير جزوع وأريد أشبع ناظري فأنثني كي أستبينك من خلال دموعي هان الردى لو أن قلبك دار أأموت مغترباً وصدرك داري يامن رفعت بناء نفسي شاهقاً متهلل الجنبات بالأنوار اليوم لي روح كظل شاحب في هيكل متخاذل الأسوار لو في الضلوع أجلت عينك أبصرت منهارة تبكي على منهار لا تسألي عن ليل أمس وخطبه وخذي جوابك من شقي واجم طالت مسافته علي كأنها أبد غليظ القلب ليس براحم وكأنني طفل بها وخواطري أرجوحة في لجها المتلاطم عانيتها والليل لعنة كافر وطويتها والصبح دمعة نادم | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:41 am | |
| المـــــــــآب
(رفيق من رفاق الصِّبا، رآه الناظم عليلا محمولاً بعد غربة طويلة)
خاطبتُ عنك فما تركتُ مخاطباً وسألتُ حتى لم أدْع مسؤولا
صدأُ الحوادثِ بدّل الاشراقَ في فكري وكدّر خاطري المصقولا
يا مَن نزلتُ بنبعهِ أردِ الهوى فأذاقنيه محطماً ووبيلا
وتتابعُ الأنواءِ في أفَق الصّبا لم يُبقِ لي صحواً أراه جميلا
ذهب الصبا الغالي وزالت دوحةٌ مدت لنا ظلَ الوفاء ظليلا
أيام يخذلني أمامك منطقي فإذا سكتُّ فكل شيءٍ قيلا!
ويثور بي حُبي فإنْ لفظٌ جرى بفمي تعثر بالشفاه خجولا
يا مَن نزلتُ بنبعهِ أردِ الهوى فأذاقنيه محطماً ووبيلا
وتتابعُ الأنواءِ في أفَق الصّبا لم يُبقِ لي صحواً أراه جميلا
ذهب الصبا الغالي وزالت دوحةٌ مدت لنا ظلَ الوفاء ظليلا
أيام يخذلني أمامك منطقي فإذا سكتُّ فكل شيءٍ قيلا! | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:42 am | |
| ساعه لقاء
يا حبيبَ الروحِ يا روِحَ الأماني لستَ تدري عطش الروح إليكا حلّ يا ساحر سفوٌ وسلام بعد فتكِ البينِ بالقلبِ الغريبْ ** ** أنت يا معجزَةَ الحسنِ ملكْ كلُ لفظٍ منك شعرٌ قُدسيّ كيف يفنى ما كتبناهُ بنارْ وخططْناهُ بسهدٍ ودموعْ *** *** يتمشى القسمُ في قلبِ الأًجلْ وأراني لك ما وفّيتُ دَيْني كيف يفنى ما كتبناهُ بنارْ وخططْناهُ بسهدٍ ودموعْ *** *** لم تزَلْ ذكراهُ من بالي وبالِكْ كيف ينسى القلبُ أحلامَ صباهْ؟ التقت أرواحُنا في ساحةٍ كغريبينِ استراحا من سَفرْ! وتساءلتُ عن الماضي وهلْ حَسُنت دنيايَ في غير ظلاِلكْ؟ يا حبيبي! أين أمضي من خجل وفؤادي أين يمضي من سؤالِكْ! يتمشى القسمُ في قلبِ الأًجلْ وأراني لك ما وفّيتُ دَيْني درجَ الدهرُ وما أذكرُ بعدَكْ غيرَ أيامِك يا توأم نفسي! درجَ الدهرُ وما أذكرُ بعدَكْ غيرَ أيامِك يا توأم نفسي! وأنا الطائرُ! قلبي ما صبا لسوى غصِنك والوكرِ القديمْ ما تبدّلنا! ولا حالُ الصِّبا والهوى الطاهرُ والودُّ الكريمْ ما تبدّلنا! ولا حالُ الصِّبا والهوى الطاهرُ والودُّ الكريمْ لم تزَلْ ذكراهُ من بالي وبالِكْ كيف ينسى القلبُ أحلامَ صباهْ؟ قد صحتْ عيني على فجر جمالكْ كيف يُنسى الفجر يا فجرَ الحياهْ؟ قد صحتْ عيني على فجر جمالكْ كيف يُنسى الفجر يا فجرَ الحياهْ؟ وحطَطْنا رحلَنا في واحةٍ زادُنا فيها الأمانيْ والذِكرْ وتساءلتُ عن الماضي وهلْ حَسُنت دنيايَ في غير ظلاِلكْ؟ يا حبيبي! أين أمضي من خجل وفؤادي أين يمضي من سؤالِكْ! شدَّ ما يُخجِلُني جهدُ المُقِلْ مِنِ شباب ضاعَ أو من نورِ عينِ يتمشى القسمُ في قلبِ الأًجلْ وأراني لك ما وفّيتُ دَيْني أنا شاديكَ ولحني لك وحدكْ فاقضِ ما ترضاهُ في يومي وأمسي درجَ الدهرُ وما أذكرُ بعدَكْ غيرَ أيامِك يا توأم نفسي! وأنا الطائرُ! قلبي ما صبا لسوى غصِنك والوكرِ القديمْ ما تبدّلنا! ولا حالُ الصِّبا والهوى الطاهرُ والودُّ الكريمْ لم تزَلْ ذكراهُ من بالي وبالِكْ كيف ينسى القلبُ أحلامَ صباهْ؟ قد صحتْ عيني على فجر جمالكْ كيف يُنسى الفجر يا فجرَ الحياهْ؟ | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:42 am | |
| العوده
هذه الكعبةُ كنّا طائفيها والمصلّين صباحاً ومساءَ كم سجدنا وعبدنا الحسنَ فيها كيف باللّه رجعنا غرباء دارُ أحلامي وحبّي لقيتْنا في جمود مثلما تلقى الجديدْ أنكرتْنا وهْي كانتْ إن رأتْنا يضحك النورُ إلينا من بعيدْ رفْرَفَ القلبُ بجنبي كالذبيحْ وأنا أهتف: يا قلبُ اتّئدْ فيجيب الدمعُ والماضي الجريحْ لِمَ عُدنا؟ ليت أنّا لم نعد ! لِمَ عُدنا؟ أَوَ لم نطوِ الغرامْ وفرغنا من حنين وألمْ ورضينا بسكون وسلامْ وانتهينا لفراغ كالعدم؟! أيها الوكرُ إذا طار الأليفْ لا يرى الآخرُ معنًى للمساءْ ويرى الأيام صُفراً كالخريفْ نائحات كرياح الصَّحراء آهِ مما صنع الدهرُ بنا أَوَ هذا الطللُ العابس أنتَ ! الخيالُ المطرقُ الرأسِ أنا؟ شدَّ ما بتْنا على الضنك وبتَّ ! أين ناديكَ وأين السمرُ أين أهلوكَ بساطاً وندامى كلّما أرسلتُ عيني تنظرُ وثبَ الدمعُ إلى عيني وغاما مَوْطِنُ الحسن ثوى فيه السأمْ وسرتْ أنفاسُه في جوِّهِ وأناخ الليلُ فيه وجثمْ وجرَتْ أشباحُه في بهوهِ والبِلى! أبصرتُه رأيَ العيانْ ويداه تنسجان العنكبوتْ صحتُ يا ويحكَ تبدو في مكانْ كلُّ شيءٍ فيه حيٌّ لا يموتْ ! كلُّ شيءٍ من سرور وحَزَنْ والليالي من بهيجٍ وشَجِي وأنا أسمع أقدامَ الزمنْ وخطى الوحدةِ فوق الدرجِ رُكْنِيَ الحاني ومغنايَ الشفيقْ وظلال الخلدِ للعاني الطليحْ علم اللّه لقد طال الطريقْ وأنا جئتكَ كيما أستريح وعلى بابكَ أُلقي جعبتي كغريب آب من وادي المِحنْ ! فيكَ كفَّ الله عنّي غربتي ورسا رَحْلي على أرض الوطن ! وطني أنتَ ولكنّي طريدْ أبديُّ النفيِ في عالَم بؤسي ! فإذا عدتُ فللنجوى أعودْ ثم أمضي بعدما أُفرغ كأسي ! | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:43 am | |
| الحنييــــــــــن
أمسى يعذبني ويضنيني شوقٌ طغى طغيانَ مجنون
أين الشفاء ولمَ يعد بيدي إلاَّ أضاليلٌ تداويني
أبغي الهدوء ولا هدوء وفي صدري عبابٌ غير مأمون
يهتاج إن لَجَّ الحنين به ويئن فيه أنينَ مطعون
ويظل يضرب في أضالعه وكأنها قضبان مسجون
ويحَ الحنين وما يجرعني من مُرِّه ويبيت يسقيني
ربيتُه طفلاً بذلتُ له ما شاء من خفضٍ ومن لينِ
فاليوم لمّا اشتدّ ساعدُه وربا كنوارِ البساتينِ
لَم يرضَ غير شبيبتي ودمي زاداً يعيشُ به ويفنيني
كم ليلةٍ ليلاءَ لازمني لا يرتضي خلاً له دوني
ألفي له همساً يخاطبني وأرى له ظلاً يماشيني
متنفساً لهباً يهبُّ على وجهي كأنفاسِ البراكينِ
ويضمُنا الليلُ العظيمُ وما كالليلِ مأوى للمساكينِ | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:44 am | |
| المنسى
متى يرق الحظ يا قاسي ويلتقي المنسيُّ والناسي!
متى! وهل من حيلةٍ في متى وفي خيالاتٍ وأحداسِ؟
هدَّ قراري جريُها في دمي وهمسُها في كر أنفاسي
وأنت مثل النجم في المنتأي وفي السنا الخاطف كالماسِ
يزنو له الناسُ ويبغونه وما يبالي النجمُ بالناسِ!
وأنت كأسُ الحسنِ لكننا مثل حبابٍ حامَ بالكاس
طفا وقد قبّل أنْوارَها ورفَّ مثل الطائر الحاسي!
وجفَّ أو ذاب على نورها كما يذُوب الطلُّ بالآس! | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:44 am | |
| النــــــــــاى المحترق
كم مرَّة يا حبيبي والليل يغشي البرايا
أهيم وحدي وما في الظلامِ شاكٍ سوايا
أصيِّرُ الدمعَ لحناً وأجعَلُ الشعرَ نايا
وهل يلبّي حطام أشعلته بجوايا
النارَ توغل فيه والريحُ تذرو البقايا
ما أتعسَ الناي بين المنى وبين المنايا
يشدو ويشدو حزيناً مرجعاً شكوايا
مستعطفاً مَنْ طوينا على هواه الطوايا
حتى يلوح خيالٌ عرفته في صبايا
يدنو إلى وتدنو من ثغره شفتايا
إذا بحملي تلاشى واستيقظت عينايا
ورحت أصغي. وأصغي لَم أُلْفِ إلاَّ صدايا! | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:45 am | |
| قلب راقصــــــــــــــه
أمسيتُ أشكو الضيقَ والأنيا مشغرقاً في الفكرٍِ والسأمِ فمضيتُ لا أدري إلى أينا ومشيت حيث تجرّني قدمي فرأيتُ فيما أبصَرَتْ عيني مَلهيً أعِدَّ ليبهجَ الناسا يجلون فيه فرائدَ الحسنِ ويباع فيه اللهو أجناسا بغرائب الألوان مزدهر وتراه بالأضواء مغموراً فقصدته عَجِلاً ولي بصرٌ شبه الفراشة يعشق النورَا! ودخلتهُ أجتازُ مزدحماً بالخَلق أفواجاً وأفواجا وأخوضُ بحراً بات ملتطماً بالناس أمواجاً وأمواجا فقدوا حجاهم حينما طربوا ودووا دويَّ البحرِ صخّابا فإذا استقرّوا لحظةً صخبوا لا يملكون النفسَ إعجابا متوثبين يميلُ صفُهم متطلعَ الأعناق يتقدُ ومصفين عَلَتْ أكفُهم فوّارةً فكأنها الزبدُ! لِمَ لا أثورُ اليومَ ثورتهم؟ لِمَ لا أضجُّ كما يضجونا؟! لِمَ لا تذوق كؤوسَهم شفتي؟ إنَّ الحجا سُمّي وتدميري في ذمةِ الشيطانِ فلسفتي ورزانتي ووقارِ تفكيري! يا قلبُ! ضقتَ وها هنا سعةٌ ومجالٌ مصفودٍ بأغلال أتقول أعمارٌ مضيعة؟! ماذا صنعت بعمرك الغالي؟! أنظر ترَ السيقان عاريةً وترَ الخصورَ ضوامراً تغري وتجدْ عيون اللهو جارية فهنا الحياة! وأنت لا تدري مَنْ هذه الحسناءُ يا عيني؟ السحرُ كلَّلها وظلَّلها كالطيرِ من غصنٍ إلى غصنِ وثّابةَ، وثب الفؤاد لها! تراه حسناً غيرَ كذابِ لا ما يزيفه لك الضوء ويزيد فتنتَها باغرابِ حزنٌ وراءَ الحسن مخبوءُ! ثم اختفتْ والجميعُ يرقبها ويلحُّ: عودي! ليس يرحمها هي متعةٌ للحسِّ يطلبها وأنا بروحي بتُّ أفهمُها! ورأيتُها في آخر الليلِ في فتيةٍ نصبوا لها شركا يعلو سناها الحزنُ كالظل مسكينة تتكلّفُ الضحكا فمضيتُ توّاً، قلت: سيدتي! زنتِ المراقص أيّما زين! هل تأذنين الآن ساحرتي تأكيدَ إعجابي بكأسين؟ فتمنّعت وأنا ألحّ سديً بالقول أغريها وأعتذر فاستدركتْ قالت: أراك غداً ان شئتَ. إني اليوم أَعتذر وتحوَّلت عني لرفقتها ما بين منتظرٍ ومرتقبِ فتَّانة تغري ببسمتِها وتحدّدُ الميعادَ في أدبِ حان اللقاءُ بغادتي وأنا أخشى سراباً خادعاً منها متلهفاً أستبطىءُ الزمنا وأظل أسأل ساعتي عنها وأجيل عينَ الريب ملتفتاً متطلعاً للباب حيرانا وأقول: ما يدريك أي فتى هي في ذراعيْ حبه الآنا! مَنْ ذا يُصدّقُ وعدَ فاتنة لا ترحمُ الأرواحَ إتلافا أنثى تلاقي كل آونةٍ رجلاً وترمي الوعدَ آلافا وهمتُ بعد اليأسِ أن أمضي فإذا بها تختالُ عن بُعدِ ميّزتها بشبابها الغضِّ وبقدِّها، أُفديه من قدِّ! يا للقلوب لملتقى اثنين لا يعلمان لأيما سَبَبِ جمعتهما الدنيا غريبين فتآلفا في خلوةٍ عَجَبِ عجباً لقلب كان مطمعه طَرَباً فجاء الأمرُ بالعكس وأشدّ ما في الكون أجمعه بين القلوب أواصرُ البؤس مَن أنت يا مَن روحُها اقتربت مني وخاطب دمعُها روحي صبّته في كأسي! وما سكبتْ فيه سوى أنَّاث مذبوحِ عجباً لنا! في لحظة] صرنا متفاهمين بغير ما أمدِ! يا مَن لقيتُك أمس! هل كنا روحين ممتزجين في الأبد؟! هاتي حديثَ السقمِ والوصبِ وصِفي حقارةَ هذه الدنيا اني رأيتُ أساكِ عن كثبِ ولمستُ كَربَكِ نابضاً حيَّا لا تكتمي في الصدرِ أسرارا وتحدثي كيف الأسى شاءَ أنا لا أرى إثماً ولا عارا لكن أرى امرأةً وبأساء تجدين فكرَك جدّ مبتعد والقومُ كثرٌ لا يُعدّونا! وتريْن حالك حالَ منفرد والقومُ كثرٌ لا يُعدّونا! وترين إنكِ حيثما كنتِ ترضين خوّانين أنذالا! يبغونه جسداً فإن بعتِ بذلوا النضار وأجزلوا المالا! يا حرَّها من عبرةٍ سالتْ مِن فاتكِ العينين مكحولِ وعذابها من وحشة طالتْ وحنين مجهولٍ لمجهولِ أفنيتِ عمرَك في تطلبه ويكادُ يأكلُ روحَكِ المللُ فإِذا بدا مَنْ تعجبين به وتقول روحُك: ها هو الأملُ! أدميتِ قلبَك في تقرّبهِ والقلبُ إن يخلص يَهُنْ دمُهُ فإِذا حسبتِ بأن ظفرتِ بهِ فازت به من ليس تفهمُهُ سكتت وقد عجبت لخلوتنا طالتْ كأنَّا جدّ عشاقِ وأقول: يا طرباً لنشويِنا صرعى المدامة والجوى الساقى! أفديكِ باكيةً وجازعةً قد لفّها في ثوبهِ الغسقُ ودعتُها شمساً مودّعة ذهبت وعندي الجرحُ والشفقُ تمضي، وتجهلُ كيف أكبرها إذ تختفي في حالك الظلم روحاً إذا أثمت يطهرها ناران: نارُ الصبرِ والألَمِ! | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:46 am | |
| الميعـــــــــــــاد
إن عُدتَ أو أخلفتَ لم تعدِ أنا إِلف روحك آخر الأبدِ
ظمأٌ على ظمإِ على ظمإِ ومواردٌ كثرٌ ولم أردِ
مرَّ الظلاُم وأنت لي شجنٌ وأتى النهارُ وأنت في خلدي
لا يسمع البحرُ الغضوبُ إلى شاكٍ ولا يصغي إلى أحدِ!
كم لاح لي حربُ الحياة على أمواجهِ المجنونةِ الزبدِ
ورأيتُ طيفَ الضنك مرتسما في عاصفِ الأنواءِ مطَّردِ
في الليل مدَّ رواقَه وثوى كجوانحٍ طُويت على حسدِ
قبر مَباهجُه بلا عددٍ لفتى متاعبُه بلا عددِ
مَن يومه يوم بلا أملٌ وغدٌ بلا سلوى وبعد غدِ
لولاك والعهد الذي عقدتْ بيني وبينك مهجتي ويدي
أضجعتُ جنبي جوفَ غيهبه وأرحتُ فيه باليَ الجسدِ
يا مختلفَ الميعادِ عُدْ لترى جزعَ الغريبِ وضيعةَ الرشدِ
وليالياً موصولةً سهراً أبديةً حجريةَ الكبدِ
وطليحَ أسفارٍ وعلّته قتالة لَم تشفَ في بلدِ!
يا شعر أيامي وأغنيتي وغليل ظمآن الشفاه صدي!
يا ظالمي! عيناك كم وعدت قلبي إذا شفتاك لَمِ تعدِ | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:47 am | |
| الميت الحى
داوِ ناري والتياعيْ وتمهَّلْ في وداعيْ
قفْ تأمل مغربَ العمر وإخفاقَ الشعاعِ
واضياع الحزن والدمع على العمر المضاعِ!
ما يهمّ الناس من نجم على وشك الزماعِ
طال بي سُهدي وإِعيائي وقد حان اضطجاعي
فصدور الغيد سيَّان وأنياب السباعِ!
كم تمنيتُ وكم من أملٍ مُرّ الخداع!
ساعة أغفر فيها لك أجيال امتناع
ومتاعاً لعيوني وشميمي وسماعي
دمعة الحزن التي تسكبها فوق ذراعي!
فصدور الغيد سيَّان وأنياب السباعِ!
آهِ لو تقضي الليالي لشتيت باجتماع
كم تمنيتُ وكم من أملٍ مُرّ الخداع!
وقفة أقرأ فيها لك أشعار الوداع
ساعة أغفر فيها لك أجيال امتناع
يا مناجتي وسرِّي وخيالي وابتداعي
ومتاعاً لعيوني وشميمي وسماعي
تبعث السلوى وتنسى الموت مهتوك القناع:
دمعة الحزن التي تسكبها فوق ذراعي! | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:47 am | |
| الزائـــــــــــــــر
يا للحبيبِ المفدَّى غداةَ زار وسلَّمْ
مستَحيياً والهوى في ركابه يتضرَّمْ
وصامتاً وهو أيكٌ بألفِ شدوٍ ترنَّمْ
ناداه قلبي! وناجاه خاطري! وهو يعلَمْ
يا مطلعَ السحر والنور والجمال! تكَلَّمْ!
أبِنْ! وإلا أعنْ قلبي الممزَّقَ وارحَمْ!
يا غازياً القلب وهو حصنٌ مُحَطَّمْ
لمَّا طلعت عليه وهَى وأَنَّ وسلَّمْ
يا فتنة تتهادى ورحمة تتبسَّمْ
إن لم يكن لي رجاءٌ ولا لحظيَ مغنمْ
أو لَمْ يعُدْ لي نصيبٌ دعني بحسنك أحلمْ! | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:48 am | |
| الوداع
حان حرماني وناداني النذيرْ ما الذي أعدّدْتُ لي قبل المسيرْ
زمني ضاع وما أنصفتني زاديَ الأولُ كالزاد الأخيرْ
ريّ عمري من أكاذيبِ المنى وطعامي من عفافٍ وضميرْ
وعلى كفِك قلبٌ ودمٌ وعلى بابِك قيدٌ وأسيرْ!
حانَ حرماني فدعني يا حبيبي هذه الجنةُ ليستْ من نصيبي
آه من دارِ نعيمٍ كلما جئتها أجتازُ جسراً من لهيبِ
وأنا إلفك في ظل الصِّبا والشباب الغضِّ والعمرِ القشيبِ
أنزلُ الربوةَ ضيفاً عابراً ثم أمضي عنك كالطيرِ الغريبِ
لِمَ يا هاجرُ أصبحتَ رحيما والحنانُ الجمُّ والرقةُ فيما؟!
لِم تسقينيَ من شهدِ الرضا وتلاقيني عطوفاً وكريما
كلُّ شيء صار مرّاً في فمي بعدما أصبحتُ بالدنيا عليما
آه من يأخذُ عمري كلَّه ويعيدْ الطفلَ والجهلَ القديما!
هل رأى الحبُّ سكارى مثلنا؟! كم بنينا من خيالٍ حولنا!
ومشينا في طريق مقمرٍ تثبُ الفرحةُ فيه قبلنا!
وتطلعنا إلى أنجمه فتهاوين وأصبحنَ لنا!
وضحكنا ضحك طفلينِ معاً وعدونا فسبقنا ظلنا!
وانتبهنا بعد ما زال الرحيق وأفقنا. ليتَ أنا لا نفيقْ!
يقظةٌ طاحت بأحلامِ الكَرَى وتولّى الليلُ، واللَّيْلُ صَدِيقْ
وإذا النُّورُ نَذِيرٌ طَالعٌ وإِذا الفجرُ مُطِلٌّ كالحَرِيقْ
وإذا الدُّنيا كما نعرفُها وإذَا الأحْبَابُ كلٌّ في طَريق
هاتِ أسعدْني وَدَعْني أسْعدُكْ قَدْ دَنا بعدَ التَّنائي موردُكْ
فأذقنيه فإِني ذاهِبٌ لا غدي يُرجَى ولا يُرجَى غدُكْ
وا بلائي من لياليَّ التي قرَّبَتْ حَيْني وراحَتْ تبعِدُكْ!
لا تَدَعْني للَّيالي فغداً تجْرَحُ الفُرْقةُ ما تأسو يَدُكْ!
أزف البينُ وقد حان الذّهابْ هذه اللَّحظةُ قُدَّت مِن عَذَابْ
أزف البينُ، وهل كان النَّوى يا حبيبي غير أن أغْلق بابْ ؟!
مَضتِ الشّمْشُ فأمسيتُ وقد أغلقت دونيَ أبوابُ السَّحابْ
وتلفَّتُّ على آثارِهَا أسْألُ اللَّيْلَ! ومَنْ لي بالجوابْ؟! | |
|
| |
أمير الجراح
عدد المساهمات : 1453 نقاط : 3369 الموقع : https://www.facebook.com/profile.php?id=1177099253
| موضوع: رد: الشاعر ابراهيم ناجى الأربعاء يناير 06, 2010 1:49 am | |
| الليالى
مكانيَ الهادئ البعيد كن لي مجيراً من الأنامْ قد أمَّكَ الهاربُ الطريدْ فآوهِ أنتَ والظلامْ
*** يا حسنها ساعة انفصال لا ضنك فيها ولا نكد يا حقبةَ الوهم والخيالْ هلاَّ تمهلتِ للأبدْ؟!
*** يا أيها العالم الأخير ماذا ترى فيك من نصيب؟ أراحةٌ فيك للضمير أم موعدٌ فيك من حبيبْ؟
*** كم يَعذُب الموت لو نراه أو كان فيك اللقاء يرجى ينفضُ عن عينه كراهُ ويقبل الراقدُ المسجَّى!
*** لكن شكّاً بما تجن خيّم فوق العقول جمعا عجبتُ للمرءِ كم يئنّ ويستطيبُ الحياةَ مَرعَى
*** قد صار حبُّ الحياة منا يقنع بالجيفة السباعْ وعلم السمحَ أن يضنَّا وثبَّت الجبنَ في الطباعْ!
*** طال بنا الصمتُ والجمودْ لا البدر يوحي ولا الغديرْ يا عالم الضيم والقيود برّحت بالطائر الأسيرْ!
*** هربتُ من عالمٍ أضرَّا وجئتُ يا كعبتي أزور هاتي خيالاً إذن وشعراً أسكبه في فم الدهورْ
*** هربتُ من عالم الشقاء وجئت عليّ لديكِ أحيا! أشرب من روعة السماء شعراً وأسقي الفؤاد وحيا!
*** ملكَ في هاته العوالمْ مهزلةَ الموت والحياةْ وصورة القيد في المعاصم ووصمة الذلّ في الجباه
*** هياكلٌ تعبرُ السنين واحدةُ العيش والنظامْ واحدة السخط والأنين واحدة الحقد والخصامْ!
*** وواحد ذلك الطلاء يسترُ خزياً من الطباعْ أفنى البلى أوجه الرياء ولم يذُبْ ذلك القناع!
*** بعينها كذبةُ الدموعْ بعينها ضحكةُ الخداعْ ومُنحنى هاته الضلوع على صواد بها جياع!
*** كأن صدر الظلام ضاقْ من كَثرة البثّ كل حينْ! يا ويحه كيف قد أطاقْ شكوى البرايا على السنينْ؟!
*** كأنما ينفث الشهب تخفيف كربٍ يئنّ منه كالقلب إن ضاق واكتأبْ تخفف الذكريات عنهُ
*** كم زفرة في الضلوع قرّتْ يحوطها هيكلٌ مريض مبيدة حيثما استقرت فان نبُحْ سمِّيت قريض!
*** كم في الدجى آهةٌ تطول تسرى إلى أذنه وشعرْ! لو يفهم النجمُ ما نقول! أو يفهم الليلُ ما نُسرْ!
*** ما بالها أعين الفلك منتثرات على الفضاءْ تطل من قاتمِ الحلك بغيرك فهمٍ ولا ذكاءْ!
*** ألا وفيّ ألا معين في مدلهم بلا صباح؟! وكلّما جَدَّ لي أنينْ تسخر بي أنَّةُ الرياحْ!
*** هبنا شكونا بلا انقطاع ما حظ شاكٍ بلا سميع وحظ شعرٍ إذا أطاعْ يا ليته عاش لا يطيع
*** يضيع في لجة الزمن مبدداً في الورى صداه ولن ترى في الوجودِ مَنْ يدري عذاب الذي تلاهْ!
*** يا أيها النهر بي حسدْ لكل جارٍ عليك رفّ أكلّ راجٍ كما يود يروي ظماه ويرتشف
*** ومن حبيب إلى حبيب ترنو حناناً وتبتسمْ وكل غادٍ له نصيب من مائك البارد الشبمْ
*** يا نهرُ روّيتَ كل ظامي فراح ريّان إن يذُقْ فكن رحيماً على أوامي فلي فمٌ بات يحترق
*** يا نهر لي جذوة بجنبي هادئة الجمرِ بالنهارْ فإن دنا الليل برّحت بي وساكن الليل كم أثار
*** وقفت حرّان في إِزائكْ فهل ترى منك مسعدُ؟ وددت ألقي بها لمائك لعلها فيك تبرد
*** عالج لظاها فإن سكنْ فرحمةٌ منك لا تحدْ وإن عصت نارها فكن قبراً لها آخر الأبد!
*** تريني الهاجر الشتيت وقربه ليس لي ببالْ وكلما خلتني نسيت مر أمامي له خيال
*** تمر ذكرى وراء ذكرى وكل ذكرى لها دموعْ وتعبر المشجيات تترى من ماضٍ بلا رجوع
*** ماضٍ وكم فيه من عثارْ ومن عذابٍ قد انقضى كم قلت لا يرفع الستار ولا ادكارٌ لما مضى!
*** يا من أرى الآن نصب عيني خياَله عطَّر النسمْ بالله ما تبتغيه مني ولم تدع لي سوى الألم
*** في ذمة الله ما أضعتمْ من مهجٍ أصبحت هباءْ لم نجزكم بالذي صنعتم إنَّا غفرنا لمن أساءْ
*** لا تحسبو البرء قد ألَمّ فلم يزل جرحنا جديدا يخدعنا أنّه التأمْ ولم يزل يخبأ الصديدا!
*** يا أيها الليل جئت أبكي وجئت أسلو وجئت أنسى طال عذابي! وطال شكي ومات قلبي، وما تأسَّى!
*** | |
|
| |
| الشاعر ابراهيم ناجى | |
|