إن ضَممتُكِ بينَ أحضانيْ حَميتُكِ مِن أمطارِ الشِتاءْ
و لكنْ …
قولي لي كيفَ أحميكِ مِن قصفِ العِداءْ
فأنا الآنَ أمضيْ في طَريقيْ و فوقيْ سماءْ
أمطارُها تَضرِبُنيْ
رِياحُها تَجلِدُنيْ
مِنَ العاديِ جِداً أنْ أرى على الأرضِ ماءْ
و مِنَ العاديِ أيضاً أن تَريْ أمامَكِ سُيولاً مِنَ الدِماءْ
في طَريقيْ …
أناسٌ تَخَبَطتَ أفكارُهمٌ يَميناً و شِمالاً
سيارةٌ مُسرعةَ تُراشقُ بالماءِ كُلُ مَن في الشارعْ
إشارَةُ مُرورٍ مُعَطلةَ
قِطةٌ تستَتِرُ في صُندوقٍ مِنَ الخشبْ
وَ جِدارٌ أزاحتْ الأمطارَ عنهُ الطِلاءْ
ما أبسَطَ الحَياةَ في نَظَريْ و ما أقساها في سَبيل الحقِ و البقاءْ
رأيتُ الكثيرْ … و سمعتُ الكثيرْ
و تسائلتُ في نفسيْ هل إختَفى زَمَنُ العُقَلاءْ
نَرى كُلَ شيءٍ واضحٌ كعينِ الشمسِ أمامَنا
و نَعيشُ صمتنا … و نصطَنِعُ الغباءْ
نَحيا في بُيوتٍ تقاسَمَها مَعنا رَغماً عَنا صانِعوا الموتِ و الدُخَلاءْ
سَيرمونَ بِنا خارِجَها في أيِ لحظَةٍ يُصبِحونَ هُم أصحابُها و نَحنُ
الغُرباءْ
ما أصعَبَ التفكيرَ في مِثلِ تِلكَ الأشياءْ
وَ كمً هوَ صعبٌ أن يَكونَ منً مِنا و فينا لَهمٌ عُملاءْ
هَذا إختِبارُ الصَبرِ مِنَ الله لإمتنِا … أختِبارُ الصِدقْ في زَمنْ
الرِياءْ
كم نحنُ رِجالً يا حَبيبَتيْ …….
نَشُقُ طَريقنا تحتَ أمطارِ الشِتاءْ
نُغلِقُ آذاننا لو سَمِعنا مِنكمٌ أي نِداءْ
نعجَبُ جِداً !!!
إن رَأينا شُعوباً تقطَعوا إلى أشلاءْ
نَصرُخُ و نغضبْ و نُرَدِدُ عِباراتٍ قد ملتْ مِنا
وَ نَلعبُ وَ نَلهو وَ نَنامُ في الخَفاءْ
إن كانتْ تِلكَ الرُجولةَ فأنا بَريءٌ مِنها .. فَما أردتُ أن أكونَ هَماً على
جَبينِ هُمومِكمٌ
فأنتمٌ تُحيونَ ضَمائِرً تَعَفَنتْ و أنا أميتُكمٌ بِما أسَميهْ مَعوناتٍ و
دواءْ
إن ضَممتُكِ حَميتُكِ فَقطْ مِن أمطارِ الشِتاءْ .. وَ ما حَميتُكِ مِن قصفِ
العداءْ
فأنا سَأعيشُ رَخيصاً و سَأموتُ رَخيصاً وَ أنتِ تَلِدينَ في اليومِ آلافَ
الشُهَداءْ
فلا تَنظري إليَ فقد أهانَنيْ ضَعفيْ أمامَكِ وَ ماتَ مِنيْ الإخاءُ وَ
الوَفاءْ
الصَبرُ صارَ عَليكِ مُقدرٌ يُبارِكُ لكِ فيهِ ربُ السماءْ
بقلم: فادي الفران