والعرسة
التي تتبع الفصيلة العرسية «رتبة اللواحم»، حيوان نشط جداً، خطواته سريعة،
وجسمه مرن يهاجم الثدييات الصغيرة بجرأة ويأكل في شراسة الدواجن والفئران
والبيض والضفادع والحشرات. وفي كتابه «أطلس ثدييات العالم» قال عنه
الدكتور حسين فرج زين إنه حيوان مستطيل وممشوق الجسم بدرجة كبيرة وأطرافه
بادية القصر، نحيفة ومزودة بمخالب دقيقة مدببة حادة، والأنف كليل وفي وسطه
شق مستطيل، والأذن عريضة ومستديرة والعين صغيرة ولكنها قوية، أما فراؤه
فهو أملس ولونه يميل إلي البني المحمر، والذكر أكبر بكثير من الأنثى، وليس
له فترة تزاوج محددة، وتحمل الأنثى لمدة 5 أسابيع وتضع من 5 إلي 7 صغار
وله أنواع عديدة منها عرسة المنازل وابن عرس والعرسة المصرية وعرسة الماء،
وينتشر
ابن عرس في المناطق المنبسطة والجبلية وفي العراء والغابات والأماكن
المنعزلة، والآهلة بالسكان، إذ لا يؤرقه المكان لأنه يعرف كيف يرتب نفسه
وفق مستلزمات البيئة، ويجد في كل منها مخبأ صغيراً منيعاً، يتخفى فيه من
أعدائه، فقد يكون هذا المخبأ وكراً في تجويف شجرة أو بين الصخور والجدران
النخرة أو تحت جرف أو في جحور الفئران، أما في الشتاء فتتخفي في صوامع
الأغلال والمخازن والحظائر وأسطح المنازل في القرى والريف.
أما
العرسة المصرية فتهاجم الفئران بشدة وتعتبر مسئولة عن القضاء علي نسبة
عالية منها، ولذلك تعتبر نافعة علي حد قول الدكتور أحمد عبدا لوهاب عبدا
لجواد أستاذ تلوث البيئة بجامعة بنها إلا أنه في الوقت نفسه يعتبر ضاراً
لأنه يهاجم الكتاكيت، ويتغذى علي دمائها لذا يلحق خسائر كبيرة بالثروة
الداجنة، وفي الريف تشارك العرسة الإنسان في مسكنه وتنتشر بكثرة في مصر من
شمال الدلتا إلي جنوب الوادي وفي عدد من الدول العربية مثل ليبيا والجزائر
والمغرب. وقال عنه القز ويني في «عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات» إنه
حيوان يحب الحلي والجواهر لذا يسرق كل ما يقابله من ذهب وفضة أينما وجد.