أعرب الفنان المصري عمرو سعد عن سعادته
بنجاح فيلمه الأخير “دكان شحاتة” موضحًا أن هناك كيميا خاصة تجمعه بالمخرج
خالد يوسف و السيناريست ناصر عبد الرحمن. وأكد عمرو علي أن دوره في فيلم
“أسوار القمر” سيكون بمثابة نقطة تحول له نافيًا أن يكون قد هبط علي
النجومية بالبرشوت كما يتهمه البعض. في الآتي نص الحوار مع عمرو سعد:
*كيف جاء استعدادك لشخصية شحاتة في فيلم “دكان شحاتة”؟
**الاستعداد لأي شخصية بالنسبة لي يمر
بعدة مراحل بداية من القراءة المتأنية للسيناريو مرورًا بالمناقشات التي
أجريها مع المؤلف والمخرج وتحديد الملامح والخطوط الأساسية للشخصية وصولا
إلي القراءة النهائية للسيناريو.
*مشهد خروجك من
السجن في الفيلم كان
شبيها لمشاهد قام بتأديته
الفنان أحمد زكي في فيلم
“الهروب” حتى في
الملابس وهو ما دفع
النقاد إلي مهاجمتك
واتهامك بمحاولة استغلال
نجاحه في الفيلم؟
**أثناء تصويري للمشهد لم أفكر في صورة
الفنان أحمد زكي في “الهروب” فالشبه في الملابس مسؤولة عنه مصممة الملابس
الخاصة مونيا فتح الباب، أما في الشكل والحركات فإن الربط بين شخصيتي
وشخصية أحمد زكي في فيلم “الهروب” راجع على الأرجح إلى التشابه بينا في
لون البشرة وان كان لا يمكن مقارنتي بنجم عظيم له تاريخ سينمائي كبير،
ولكن هذا لا يمنع أن يكون استدعاء هذا التشابه بينا في أثناء مشاهدة
الفيلم شرف لي.
*وهل تؤمن بأن هناك شخصية بهذه السلبية مثل شحاتة علي أرض الواقع؟
**اسمح لي بالاختلاف معك فشخصية شحاتة
شخصية سلمية أكثر منها ايجابية وليست سلبية على الإطلاق لأنها شخصية
مسالمة للغاية إذ أدرك أن الانتقام لن يفيده ولن يكسبه شئًا فقرر ألا
ينتقم من أخواته على الرغم من أنه قادر علي الانتقام فهذه الطريقة هي أكبر
ايجابية يمكن لشخص ما أن يقوم بها.
*وهل أنت مقتنع بنهاية الفيلم؟
**نهاية الفيلم حتمية وهي تأكيد لفكرة الفيلم.
*كيف؟
**فيلم “دكان شحاتة”
فيه دعوى للحفاظ على الصفات المصرية الأصيلة التي نشأنا عليها والتاكيد
علي انها لازالت موجودة على الرغم من الظروف الصعبة التي عاش فيها فنهاية
الفيلم بمثابة تحذير باختفاء هذه الشخصيات من واقع المجتمع.
*ما هو أصعب مشاهدك في الفيلم؟
**المشهد الذي يتوفي فيه والد شحاتة الذي قام بدوره الفنان محمود حميدة.
*هل تضايقت بسبب
وجود هيفاء وهبي في
الفيلم خاصة وان بطولة
الفيلم تنسب إليها؟
**أبدًا لان هذا الكلام لا يدوم خاصة وان
الفيلم السينمائي عمره طويل لذلك فان الحكم على من هو بطل الفيلم يرجع إلى
الجمهور والأجيال القادمة التي ستشاهد الفيلم دون أن تقرأ ماذا كتب
الصحافة عنه ودون أن تعرف من البطل الحقيقي فهي وحدها التي تستطيع أن تقول
من هو البطل بعد مشاهدة الفيلم.
*كيف تعاملت مع هيفاء في أثناء التصوير؟
**لم أتعامل معها على أنها نجمة مشهورة وإنما تعاملت معها على أساس أنها احدى شخصيات الفيلم حيث تعاملت مع بيسة وليست هيفاء وهبي.
*لكن هناك بعض المشاهد غير المقنعة التي جمعت بينكم مثل مشهد الأراجيح فلا توجد هذه الأشياء
في واقع البيئة الشعبية؟
**ليس من حقي أن أتدخل في عمل المخرج أو
المؤلف فكل منا له مجاله واحترم ورشة العمل في الفيلم لذلك فانا لا اطلب
تعديل أي من مشاهدي في الفيلم.
*هل الفيلم يعبر عن توجهاتك السياسية؟
**ليس لي توجهات سياسية معينة وإنما هو دور أقوم به فحسب.
* تخصصت في أن تكون ممثلاً عن البيئة الشعبية فقط خاصة بعد ادائك لهذه الادوار في فيلمي “حين
ميسرة “و “دكان شحاتة” فهل هذا مقصود؟
**شخصيتي في فيلم” دكان شحاتة” تختلف
اختلافًا كليًا عن شخصيتي في فيلم “حين ميسرة” وذلك نظرًا للاختلاف الجذري
بين مضمون الفيلميين لان “حين ميسرة” فيلم مكاني يتحدث العشوائيات والبيئة
التي يعيش فيها أبناء هذه المناطق فالمنطقة العشوائية هي التي تبرز
الشخصيات والأحداث أما فيلم “دكان شحاتة” كان بطله الإنسان وليس المكان.
فالاحداث كلها تدور حول شحاتة والبيئة المحيطة به. كما أن الأماكن
العشوائية التي يأكل فيها الناس من القمامة لأنهم لا يستطيعون أن يحصلوا
علي قوت يومهم يختلفون عن سكان المناطق الشعبية الذي يعيشون حياة أفضل
نسبيا.
*ما ردك على الانتقادات التي توجه إليك بأنك قفزت علة النجومية “بالبراشوت” مع المخرج خالد يوسف؟
**لا يوجد ممثل
يأتي بالنجومية “بالبرشوت” فالنجومية هبة يمنحها الجمهور إلى الفنان ولا
يعطيها أي احد من العاملين في المجال السينمائي لأنها تتحقق من خلال شباك
الايردات. فالجمهور هو الذي يذهب إلي دور العرض ليشاهد أعمالك ويحدد ما
إذا كنت تستحق النجومية أم لا، فانا لا اعترف إلا بالجمهور.
*لماذا حمل الفيلم
انتقادات كثيرة للأوضاع
الداخلية في مصر؟
**الفيلم راصد وليس ناقدًا، والنقد الذي
يحمله هو نقد ذاتي نقد للأفراد وليس للسلطة. وهو يحذر الافراد من أن
استمرار الاوضاع بهذه الطريقة سيؤدي إلي تفجر الفوضي والعنف في الشارع
المصري وهذا الكلام منطقي بدليل أن العنف زاد خلال الفترة الاخيرة وذلك
نظرًا للعديد من الظروف التي نمر بها وفي مقدمتها الظروف الاقتصادية
الصعبة.
*كيف تعاملت مع الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها الفيلم من جميع الجهات؟
**استوعب كل النقد الذي يكتب عن الفيلم،
ولكني أؤكد أنه لا يمكن أن يتم التعامل مع الفيلم على أساس انه مقال،
وإنما هو فيلم به خيال به دراما ووجهة نظر. أما بالنسبة للانتقادات التي
تعرض لها الفيلم بسبب انه يحمل إساءة فاعتقد أن الجمهور عندما يشاهد
الفيلم سيتأكد من الإساءة غير موجودة لأحد. وإذا اعتقد البعض أن هناك
إساءة فانا أؤكد أنها إساءة غير مقصودة على الإطلاق.
*وهل احتكر خالد يوسف عمرو سعد سينمائيًا؟
**إطلاقا بدليل أنني أقوم راهنا بتصوير
فيلم “أسوار القمر” مع المخرج طارق العريان خلال الفترة القادمة فتعاوني
مع خالد يوسف للمرة الثانية على التوالي يرجع إلي تلاقي أفكارنا وأفكار
السيناريست ناصر عبد الرحمن بدرجة كبيرة كما أن خالد يوسف مخرج واعي
ويستطيع أن يحدد ماذا يريد بالضبط، كذلك فان السينما بها ثنائيات كثيرة
ومن الطبيعي أن يقوم أي فنان بالاشتراك في أكثر ممن عمل مع نفس المخرج.
*ما حقيقة استبعادك من بطولة فيلم “كلمني شكرًا”؟
**لم أكن مرشحًا للبطولة من الأساس.
فالفيلم فكرتي وعندما رآها خالد يوسف طلبها مني لكي يقوم بها عمرو عبد
الجليل ووافقت من منطلق أنني مؤمن بالموهبة الفنية التي يمتلكها عمرو.
*هل سيمثل الفيلم بداية اتجاهك لمجال التأليف؟
**لا يمكنني أن أتعدى على مهنة غير مهنتي
لأن مجال التأليف يحتاج إلي دراسة أكاديمية وخبرة، ولا اعرف الآن ما ذا
كان سيكون لدي أفكار من الممكن أن أقدمها مستقبلا أم لا.