حُلُمٌ فِي قَهْوَة ِ امْرَأَة ْ
بِرَغْم ِ الْحُزْنِ فِي عَيْنَيْهَا
مَا زَالَتْ تَبتَسِمُ
تُسَافِرُ فِي ظَلام ِ الْوَهْم ِ
يَسِيْلُ الكُحْلُ مِنْ عُين ِ الْمَدِينَة ْ
تَتَأبَّطُ حَقِيبَتَهَا السُّوْدَاءْ
تَمْضِي مَاشِيَة ٌ عَلَى الزُّجَاج ِ الْمُحَطَّم ْ
لِطَرِيق ٍ لا يَصْلُحُ لِلْمُشَاة ِ
وَلا الْعَابِرِين َ
يَسْتَفِزُّهَا مِنْ خَلْف ِ الزُّجَاج ِ
مِنْدِيلٌ زَهْريُ اللَّون ِ
كَخَدَّيْهَا مُورِّداً عَلَى بَتْرِينَة ٍ فَالشَّارِع ِ الرَّمَادِيْ
الْمَليءُ بِالأشْيَاء ِ وَالْحِكَايَات ِ
وَقِصَص ِ الشُّهَدَاءْ
فَالطَّرِيقُ إلى الجَّامِعَة ِ مَسْرَحٌ لِلأَحْلام ِ
لإطْلاق ِ الْخَيَال ِ بِعَيْدا ً بَعِيْدَاً
فَالْحُدُودُ ضَيِّقَة ٌ
وَالْخَيَال ُ وَاسِع ٌ يَسعُ حُلْمَهَا
فَمَدِينَة ُ الأَحْلام ِ وَالْحَالِمِين َ
تَنَام ُ سَمَاءُهَا عَلَى صَوْت ِ أَزِيز ِ الرَّصَاصْ
وَلََيْل ِ الصَّامِتِينَ
فَانْبِلاجُ الصُّبْح ِ فِي بِلادِنَا وَهْمٌ
لا لأنَّ الصُّبْحَ لا يَأْتِيْ
لَكِنَّ الغُرْبةَ ُ تَمْنَحَهُ اصْفِرَارَ الْخَرِيفْ
2
فِي يوْمِهَا الصَّبَاحيُّ
تَقْرَأُ فنْجَانَهَا فَالأَخْبَارُ لا تُشْبِه ُ الأَمْس ِ
فَرَحٌ يَرْتَسِمُ عَلَى شَفَة ِ الْفِنْجَان ِ
وَهُنَالِكَ عَرِيسٌ يَتَجوَّلُ فِي بَقَايَا الْقَهْوة ِ
وَعَرِيسٌ سَيَأْتِي مَع َ الصَّيفْ
فَالْحَظُّ يَسْكَن ُ فِي آخَر ِ الْفنْجَان ِ
وَالأَمَل ُ يَقْطًرُ مِنْ شَفَة ِ الْفِنْجَان ِ
وَالْحُلُم ُ عَلَى ضِفَافِ الْبَحْر ِ كَأنَّه ُ الضَّيفْ
3
يَسْتَشِيطُ النَّسِيمُ حِيْنَ يَمُرُّ
يُدَاعِبُ شَعْرَهَا الْمَفْكُوك ُ
الْمَرْميُّ عَلَى ظَهْرِهَا
كَأنَّهُ لَيْلة ٌ سَوْدَاءُ ناعمة ٌ
فَالْغُرْفَة ُ آمِنَة ٌ وَالسَّرِيرُ دَافِئِِِْْ
وَالْحُلُمُ مَا زالَ يَُمشِّطَُ شَعْرَهُ
تَارِكَََا ً خَلْفَهُ خَيَالَه ُ الْوَاسِعْ
فَثَمَّةَُ ضَيْفٌ سَيَأْتِي
هَكَذا أَخْبَرَهَا الفِنْجَانُ
فَمَثْلُهَا كَمِثل ِالْكَثِيْر ِ مِن ْمَنْ يَبْحَثْنَ
عَنْ لَمْحَة ِ أَمَل ٍ تُرسَمُ عَلَى لَوْحَة ِ الْفنْجَان ِ
وَحُلْمُهَا الوَرْدِيُّ
مَا زَالَ يَتَفَتَّحُ بُرْعُُمُهُ
وَسْطَ صَحْرَاءِ الْقَحْل ِ وَالْفَقْر ِ
فَالْحُلْمُ بَرِيءٌ
وَالطُّفُولَة ُ فِي عَيْنِيهَا سَمَاحَة ٌ
وَعُيُونُ ِالرِِّجَال ِ ذِئَابٌ
تََصْطَادُ الأَحْلام َ عَلَى سِنْدِيَانة ِ الْجَسَد ِ
لِيَسَيْلَ الْحُلُمُ وَالْكُحْلُ مِنَ الْعَيْن ِ الْحَزِينَة ْ
وَيَمْضِي فِي صَحْراءَ الْمَدِينَة ْ
تًارٍكَاً فَتَاةَ الأَحْلام ِ تَلْعَبُ بِهَا الْعَوَاصِفُ
تَقْتَاتُهَا الأيَّامُ
4
كَعَادَتِهَا تُسَافِرُ عَلَى مَتْن ِ فِنْجَانِهَا
وَأَخْبَارَهِ الْحَزِينة ُ وَالسَّعِيْدَةْ
وَفَيْرُوزُ تُغَنِّي خَلْفَهَا
(عَالطَّاحُونِة شُفْتَك ْعَالطَّاحُونةِْ
جَرَّحُونِي عُيُونَكْ جَرَّحُونِي)
وَيَمُرُّ يَوْمَاً وَيَوْمَانْ أُسْبُوعَاً وَيَمْضِي شَهْرَانْ
وَتَتْبَعَهُ سَنَة ً وَسَنَتَانْ
وَلَمْ يَأْتِي فَارَسُ الأَحْلامْ
عَلَى حِصَانِهِ الأَبْيَضْ كَمَا قَالَ الْفِنْجَانْ
بِنَشْرَة ِ آخَر ِ الْقَهْوَة ْ
وَتَبْقَى فَيْرُوزُ تُغَنِّي وَالطَّاحُونة ُ تَتَجَرَّع ُ الدُّمُوعْ
وُلا زَالَ الْفِنْجَانُ يَصْنعُ حُلْمَهَا
تُسَافِرُ عَلَى مَتْن ِ الْخَيَال ِ
فَكَيْفَ الْعَيْشُ لِلْبَنَات ِ مَا دَام َ حُلْم الأُمُومَة ِ غَائِبَاً
وَالْفَقْرُ يَقْفِز ُ مِنَ الشُّبَّاك ْ
وَنُبُوءَةَُ الْفِنْجَان ِ مَا زَالَتْ تَحْرُسُها الأشْوَاك ْ
فَمَدِينَة ُ الْخَيَال ِ مَلِيئَة ٌ بِثِيَاب ِ الْعَرَائِس ِ الْبَيْضَاء ِ
وَخَالِيَة ٌ مِنَ الرِّجَال ْ
فَالْحُلُمُ لَه ُ رَائِحَةُ َُ الْمَكَان ِ الْمُعَتّق ِ بَالْغُُرْبَة ِ
فَكُلَّمَا هَامَت َ الأَجْسَادُ بُعْداً ازْدَادَتْ الْقُلُوبُ اقْتِرَابا ً
إلى مَرْمَى النُّبُوءَات ِ فِي حُضْن ِ الْغِيَابْ