انهار الجنه
قال تعالى : ( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ) ، وقال تعالى : ( وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ) ، وقال تعالى ( أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار ).
(روى الترمذي ) عن حكيم بن معاوية عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن في الجنة بحر الماء ، وبحر اللبن ، وبحر العسل ، وبحر الخمر ، ثم تنشق الأنهار بعد ذلك). قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح .
وقد حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن أنهار الجنة حديثا واضحا بيّنا ففي إسرائه صلوات الله وسلامه عليه : ( رأيت أربعة أنهار يخرج من أصلها [ سدرة المنتهى ] نهران ظاهران ونهران باطنان ، فقلت يا جبريل ما هذه الأنهار ؟ قال : أما النهران الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات ).
وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رفعت لي السدرة فإذا أربعة أنهار :نهران ظاهران ونهران باطنان فأما الظاهران فالنيل والفرات ، وأما الباطنان : فنهران في الجنة).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة ). ولعل المراد من كون هذه الأنهار من الجنة أن أصلها منها كما أن أصل الإنسان من الجنة ، فلا ينافي الحديث ما هو معلوم مشاهد من أن هذه الأنهار تنبع من منابعها المعروفة في الأرض، فإذا لم يكن هذا هو المعنى أو ما يشبهه، فالحديث من أمور الغيب التي يجب الإيمان بها والتسليم للمخبر عنها ).
ومن أنهار الجنة الكوثر الذي أعطاه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى: ( إنا أعطيناك الكوثر ) وقد رآه الرسول صلى الله عليه وسلم وحدثنا عنه ، ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( بينما أنا أسير في الجنة، إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف، قلت:ما هذا يا جبريل؟ قال:هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، فإذا طيبه – أو طينه – مسك أذفر ) [ شك هدبه وهو أحد رواة الحديث ].
من أين تفجر الأنهار ؟
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة ، هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها ، قالوا يا رسول الله : أفلا تبشر الناس ؟ قال : إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله فاسالوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة ) . خرجه ابن ماجه ايضا . وقال أبو حاتم البستي : معنى قوله : فإنه أوسط الجنة يريد في الارتفاع ، وقال قتاده: الفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأعلاها وأفضلها وارفعها . وقيل إن الفردوس اسم يشمل جميع الجنة ، كما أن جهنم اسم لجميع النيران كلها لأن الله تعالى مدح في أول سورة المؤمنين أقواما وصفهم ثم قال ( الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ). ثم أعاد ذكرهم في سورة المعارج فقال : ( أولئك في جنات مكرمون ) فعلمنا أن الفردوس جنات لا جنة واحده . قاله وهب ابن منبه .