فِيضي فنبعُكِ من دمي
ولْتَفْجُري عيناً فمي
وتدفَّقي بينَ الحقولِ
يشقُّ دربَكِ مِرسمي
و اروِي القلوبَ الظامئاتِ
على يديكِ سَترتمي
غذِّي الجذورَ تَصُبُّ عِطْراً
في كُؤوسِ المَيسِمِ
ولترسُمي بينَ الخدودِ
حديقةَ المُتَبَسِّمِ
ما أنتِ إلا كالربيعِ
الطَّلقِ حينَ تَكَلَّمِي
معكوسةٌ فيكِ العيونُ
من الصفاءِ كأنجمِ
مكنوزةٌ فيك الفنونُ
كما اللآلئِ في الطّمِي
تُهدِي الفراشةُ فوقَ سطْحِكِ
قُبلةً للمُغرَمِ
وتغرِّدُ الأطيارُ لحنَكِ
فوقَ غُصنٍ عائمِ
إنَّ الطبيعةَ دونَ حُسنِكِ
جملةٌ لمْ تُفهَمِ
ما أنتِ إلا كالسوارِ
مُحيطةٌ بالمعصم
لا تَنْضَبي فلقدْ أحبَّكِ
ألفُ ألفِ مُتَيَّمِ
وعلى ضفافكِ كم خيالٍ
عاشَ لحظةَ حالمِ
منْ قال: حسنُكِ لا يصبُّ
سوى بأرضِ محرّمِ
قولي: صفاءُ النهرِ أحْلَى
مِنْ بحورِ الواهمِ
مابينَ نبعِكِ والتقاءِ
البحرِ جنّةُ مُسلم