عذرا ايها القــــــــــــــلب

الـقـلـب ، ومـا أدراك مـا الـقـلـب ؟ ..
إنـه مـثـار الـتـأمـل ، والـعـجـب !!!
عـضـو صـغـيـر الـحـجـم .. عـجـيـب فـيـمـا يـفـعـلـه ،
يـمـد الـبـدن بـالـدمـاء .. بـعـد أن يـنـقـيـهـا ويـصـفـيـهـا .. فـتـتـحـرك الأعـضـاء وتـنـتـج ..
تـصـفـو فـكـرة الـعـقـل ، و تــنـظـر الـعـيـن بـحـيـويـة ..
و يـزهـو الـوجـه بـنـضـارة الـصـحـة ..
كل ذلـك مادام عـمـل الـقـلـب سـلـيـمـا ً ..
فـإن اعـتـل أو اخــتـل أو مـرض ، فـانـظـر كـيـف حـال الأعـضـاء بـعـده !!!
نـعـم .. إنـه الـقـلـب ... مـخــلـوق عـجـيـب ...
ولـيـس هـذا فـقـط ..
بـل انـظـر إلـيـه مـن جـانـب آخـر..
وتـأمـل فـيـمـا يـحــويـه مـن مـشـاعـر وعـواطـف ...
و أثـرهـا عـلى الـبـدن والروح !!!
حـقـا ً .. إنـه عـضـو صـغـيـر يـمـثـل عـالـمـا ً كـبـيـرا ً ..
أرأيـت يـومـا ً و أنـت عـلـيـل صـدك الـمـرض عـن نشـاطـك
و مـذاكـرتـك كـيـف تـحـن إلـى صـاحـب قـلـب رحـيـم
يـتـعـا طـف مـعـك و يـعـذرك في تـقـصـيـرك ؟!!!
أومـا رأيــت كـيـف تـدفـع الـعـواطـف الـقـلـبـيـة إلـى الـتــعـمـيـر
و الـصـبـر عـلـى نـفـع الـنـاس ؟؟؟
بـالـعـواطـف الـسـلـيـمـة تـصـبـر الأم عـلـى أذى الأب رحـمـة وحــبـا ً بـأولادهـا ...
وبـالـمـشـاعـر الـطـيـبـة يـصـبـر ذلـك الابــن الـبــار عـلـى رعـايـة
والـديـه الـكـبـيـريـــن رغـم مـا قـد يـجـده مـن صـراخـهـمـا
و ضـيـق خـلـقـهـمـا عـلـيـه بـسـبـب ضـعـفـهـمـا وشـعـورهـمـا
بـالعـجـز أمـام ابـنـهـمـا !!!
و بـعـواطـف أقـوى تـجـد الـوجـه مـنـيـرا ً .. و الـطـمـأنـيـنـة
تـضـفـي عـلـى صـاحـبـهـا نـشـاطـا ً
فـيـعـمـل ويـعـمـل فـلا يـرضـى بـالـتــوقـف .. لـمـاذا ؟
لأنـــه .. يـحـب ..
ويـحـب بــقــوة ..
و يــخـشـى إن قـصـر يـومـا ً فـي خـدمــة مـحـبـوبـه أن يــبـعـده ذلـك عـنـه !!!
حــقـا ً .. إن مـن أعـجـب الـعـواطـف اثــرا ً .. عـاطـفـة الـحـب .....
و لايــدرك أثـرهـا مـن لـم يـعـرفـهـا ...
فــلا تـعـجـبــوا مـن نـشـاط الـمـحـبـيـن وصـبـرهـم عـلى سـهـر الـلـيـل
مـع نـشـاط الـنـهـار ...
و هـــنـا ...
نـقــف لـنــتـأمــل ..







مـن أيــن عــرف الإنـســان الـحــب ؟
مـن الــذي عـلــمـه أن يـحــب ..
وأنــه إن أحـب فــلا بـد أن يــقــدم لــمــن يــحــب دلائــل صــدقــه
و عـدم زيـف مشـاعـره ؟؟؟
تــرى .. مـن الــذي خــلـق الــحــب ؟؟؟ ...
ألــيــس هــو ذاتـه الــذي خـلـق الـقـلــب ؟؟؟ ...
و مـن خـالـق الــقــلـب ؟؟؟ ... لا شـك ولا ريـب .. أنــه اللــــــــــه
(( الـلـه خـالــق كل شــئ ))
وهــنــا أحــب أن أســأل ســؤالا ً يـنـبـع مـن عـقـلـي وقـلـبي وفــكـري :
هــل مـن الـمـعـقـول أن يـخـلـق اللـه في قــلـبـي .. الـحـب .. و يـرزقـنـي تـلـك
الـمـشـاعـر الـفـيـاضــة الـتـي لا تـخـفـى عـلي ولا عـلـى مـن حـولـي ...
ثــم ...
يــرضــيــه أن أحــب أي شـئ ولا أحــبــه هــو ؟؟؟!!!
أو .. أن أحــبـه و بـصـدق .. لــكــن
أشـعـر بــحــب غــيــره أكــثـر مـن شـعــوري بـحـبـه ؟!!!
أو أن .. أكــرر بـالـلـســان اعـتـرافـي بـحـبـه ... ثـم
لا يـرى مـن تـصـرفـاتـي إلا إعــلان مـظـاهـر الـحـب لـسـواه !!





أخــي ،، أخــتـي ،، بـل و يـا نـفـسـي ،
إنـي أنـادي الــجــمــيــع ... لــطــرح هــذا الـســؤال عـلـى أنـفـســنـا ..
ثــم نــجــيـب .. و لا بـأس إن كانــت الإجــابــة مــخــيــفـة ..
أو مـفـاجـأة غــيـر مـتــوقــعــة .. فــإنـنـا إن صـدقــنـا فـي الإجـابـة ثـم
شـعـرنـا بـخـطـإ مـانـحـن فـيـه فـهـذه أول خـطـوة فـي الـتـصـحـيـح ،
ســؤالـي :
هـل اسـتـمـتـعــت قــلــوبــنــا بـحــب خــالــق الـحـب كـمـا اسـتـمـتـعـت
بـحــب فــلان وفــلانــة ؟!!!
هــل ســهــرنــا لــيــلـنــا مــن أجــلـه ؟!!!
هــل بـــثــثــنــا إلــيــه هــمـومــنــا ؟؟؟
و ســـألــنــاه ألا يــحـرمــنــا رؤيــتــه بــقــلــوب تــكاد تــطــيــر إلــيــه ؟!!!
هــل ... وهـــل ... وهــل ...؟!!!
فــإن كانـــت الإجــابــة ... بـــلا ... أو ... فـي بــعــض اللـحـظـات فـقـط ...
كــيــف نــريــد مـنــه بــعــد ذلــك أن يــديــم عـلـيـنـا نـعـمـة الـحـب ونـحـن
لا نـقــبـل عـلـيـه ولا نـحـرص عـلـى طـاعـتـه ورضـاه ؟؟؟
بـل ..
وكـيـف نـدعـوه بـعـدهـا أن يـجـعـل مـن نـحـبـه مـن عـبـيـده و إمـائـه أوفــيــاء
لـنـا فـي الـسـر والعـلـن ؟!!!
ســأخــتـم بــقــول ابــن الـقـيـم رحـمـه اللـه :
= اســتــوحــش مـمـن لايــدوم مـعـك ، واســـتــأنـس بـمـن لايــفــارقــك =
وقــول الـمـصـطـفـى صـلى الله عـليه وسلم:
(( ألا وإن في الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح الجسد كله ،
وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)).
و مــن ذاق لــذة الــطــاعــة عــرف شــؤم الـمـعـاصي عـلى قـلـبـه .