تضخم غدة البروستات.. ما يجب على المريض عمله؟

د. خالد إبراهيم العثمان

في نهاية العقد الرابع أو بداية العقد الخامس من العمر عند الرجال تظهر أعراض مختلفة لاضطرابات التبوّل تثير قلق المريض، البعض يتجاهلها ويعتبرها من التغيرات المصاحبة لهذا السن والبعض الآخر (وهو الأصح) يذهب للطبيب للتعرف على أسباب هذه المشكلة وكيفية علاجها. ما أن يخبر الطبيب المريض بأن الأعراض التي يشتكي منها هي بسبب تضخم غدة البروستات حتى يتبادر إلى ذهن المريض العديد من الأسئلة والتي سنحاول من خلال هذا الموضوع أن نجيب عليها.
السؤال الأول الذي يتبادر إلى ذهن المريض ما هي غدة البروستات ؟
غدة البروستات هي غدة صغيرة تقع بين عنق المثانة والقناة البولية كما هو موضح في الرسم التوضيحي ويحتوي 70% من البروستات على غدد تفرز مواد لزجة تساعد على لزوجة القناة البولية وتحتوي على بعض المواد الداعمة للحيوانات المنوية.
السؤال الثاني ماذا يعني تضخم غدة البروستات ؟
في نهاية العقد الرابع وبداية العقد الخامس من العمر تبدأ غدة البروستات في الزيادة في حجمها وتتفاوت هذه الزيادة من رجل إلى آخر وبسبب زيادة غدة البروستات يحدث هناك ضغط على القناة البولية مما يسبب جملة من الأعراض التي يشتكي منها المريض في مثل هذا السن. الجدير بالذكر أن هناك بعض الرجال الذين لديهم زيادة كبيرة في حجم البروستات ولكن لا يصاحبها أعراض مزعجة والعكس أيضاً صحيح بمعنى أن هناك بعض الرجال لديهم زيادة بسيطة في حجم البروستات ولكن مع ذلك يصاحبها أعراض كثيرة ومزعجة.
والسؤال الثالث والذي عادة مايثير قلق المريض هو هل تضخم غدة البروستات هو نوع من أنواع الأورام الخبيثة ؟
والجواب لا.
ولذلك يسمى تضخم غدة البروستات بالتضخم الحميد فهو ليس بورم خبيث ولا يعتبر أيضاً من الأمراض التي تسبق الأورام الخبيثة أو تسببها ولذلك لا داعي للقلق حين يعلم الرجل أن لديه تضخما حميدا بالبروستات ولكن يلزمه متابعة طبيب المسالك البولية لعلاج أعراض تضخم البروستات ومنع مضاعفاته المستقبلية إن شاء الله.
والسؤال الرابع كيف يتم التمييز بين التضخم الحميد بالبروستات وورم البروستات الخبيث ؟
إحدى فوائد زيارة مريض تضخم البروستات لطبيب المسالك البولية هو الفحوصات التي يجريها طبيب المسالك لمعرفة ما إذا كان المريض لديه تضخم حميد أو ورم خبيث بالبروستات ويتم ذلك كما يلي :
1.فحص سريري لغدة البروستات حيث يتميز ملمس البروستات ذات التضخم الحميد عن البروستات ذات الورم الخبيث ولكن هذا الفحص بمفرده غير دقيق وغير كاف للتمييز بين التضخم الحميد والورم الخبيث.
2.فحص الدم لمادة تفرز من غدة البروستات تسمى (PSA Prostate Specific Antigen ) ويزيد مستوى هذه المادة كثيراً عند المرضى المصابين بالأورام الخبيثة.
الجدير بالذكر أن من المهم عمل الفحصين السابقين وليس أحدهما لكل المرضى حتى نستطيع استثناء ورم البروستات بصورة دقيقة نسبياً.
وفي حالة وجود ملمس لغدة البروستات مرجح لوجود ورم أو في حالة ارتفاع مادة PSA)) في الدم فإن طبيب المسالك يقوم عادةً بأخذ عينة من غدة البروستات باستخدام الأشعة الصوتية والتي ستكون نتيجتها هي الفاصل في معرفة ما لدى المريض إذا كان عنده تضخم حميد أو ورم خبيث.
والسؤال الخامس هو ما هي أعراض تضخم غدة البروستات وكيف يمكن قياس درجة شدتها عند المريض ؟
أعراض تضخم البروستات مختلفة ومتعددة ومن الممكن أن يشعر المريض بأحدها دون الآخر وهي بصفة عامة كما يلي :
1.ضعف تدفق البول.
. 2زيادة عدد مرات التبوّل.
. 3القيام عدة مرات ليلاً للتبوّل.
. 4إحساس بعدم إفراغ المثانة بعد التبوّل.
. 5صعوبة الانتظار بعد الإحساس بامتلاء المثانة والرغبة في التبوّل.
. 6تأخر بداية خروج البول وبالذات صباحاً.
تتفاوت درجة شدة هذه الأعراض من مريض إلى آخر ولذلك يقوم طبيب المسالك البولية بتحديد درجة شدة هذه الأعراض بأسلوب علمي كما يلي :
. 1هناك استفتاء عالمي يحتوي على العديد من الأسئلة ولكل سؤال عدد من النقاط وتحسب هذه النقاط في نهاية إجابة الاستفتاء وعلى حسب عدد هذه النقاط يستطيع طبيب المسالك البولية من تحديد درجة شدة أعراض تضخم البروستات ويطلق على هذا الاستفتاء (International Prostate Symptoms Score) .
. 2عمل إشاعة صوتية للمثانة لحساب كمية البول داخل المثانة قبل وبعد التبوّل فإذا كانت كمية البول داخل المثانة كمية كبيرة فهذا يدل على أن البروستات تسد مجرى البول بشكل كبير يستدعي علاج طبي.
. 3قياس تدفق البول حيث يقوم المريض بالتبوّل داخل وعاء مرتبط بجهاز إلكتروني يقوم بحساب تدفق البول فإذا كان التدفق ضعيفا فهذا يدل على أن البروستات تعيق مجرى البول بشكل كبير.
والسؤال السادس هو كيف يتم علاج تضخم البروستات الحميد ؟
بعدما يقوم طبيب المسالك البولية بعمل الفحوصات السابقة ويستطيع معرفة درجة شدة أعراض تضخم البروستات وتدفق البول وكمية البول المتبقية داخل المثانة بعد التبول تتكون لديه فكرة جيدة عن الحالة وتختلف طرق العلاج كالآتي :
. 1بعض المرضى الذين يشتكون من أعراض بسيطة لا تؤثر على حياتهم ومن الناحية الطبية لا تؤثر على المثانة والكلى على المدى البعيد يستطيع الطبيب والمريض أن يتابعوا الحالة فقط من دون أي علاج طبي لسهولة الحالة وعدم تأثيرها السلبي على المريض.
. 2البعض الآخر من المرضى يشتكون من أعراض متوسطة في شدتها بحيث أنها تسبب لهم إزعاجا ومضايقة في حياتهم اليومية ويستفيد هؤلاء المرضى من الأدوية الطبية التي تنقسم مجملاً إلى نوعين :
أ. نوع يعمل على ارتخاء عضلة عنق المثانة والبروستات وبالتالي يسهل مرور البول وتعمل هذه الأدوية من خلال مستقبلات عصبية تعمل على ارتخاء العضلات مثال على هذا النوع دواء Tamsulosin)) والمعروف تجارياً باسم Omnic)) والجدير بالذكر أن على المريض أن يستمر على هذا النوع من الأدوية لأن أثرها الدوائي يعمل فقط لمدة قصيرة.
ب. نوع آخر من الأدوية يعمل على تقليل حجم البروستات وبالتالي يقلل أثر تضخم البروستات على القناة البولية مثال على هذا النوع دواء Dutasterid)) والمعروف تجارياً بArodart) ) ودواء Finasterid)) والمعروف تجارياً باسم Proscar)) ويحتاج هذا النوع من الأدوية لعدة أشهر حتى نستطيع أن نرى نتيجة علاجية.
. 3هناك قسم آخر من المرضى يعاني من أعراض شديدة من تضخم غدة البروستات تصل أحياناً إلى حصر البول وأيضاً بعض المرضى الذين لا يستجيبون للعلاج الطبي بشكل جيد وفي هذه الحالة ينصح المريض بالتوجه للعلاج الجراحي ولحسن الحظ هناك تطور تقني كبير شهده مجال جراحة المسالك البولية فعلى سبيل المثال يستطيع المريض في بعض الحالات أن يخضع لجراحة عن طريق المنظار وباستعمال تقنية التبخير الحراري بالليزر الأخضر ويغادر المستشفى في نفس اليوم أو اليوم الذي يليه ومن ثم يعود إلى حياته الطبيعية.
وفي كل الأحوال يجب على المريض زيارة طبيب المسالك البولية ومتابعة علاج تضخم البروستات معه لتجنب أي تأثيرات جانبية أو مضاعفات لا قدر الله.

* استشاري جراحة المسالك البولية
والذكورة والعقم