ربانية المنهج
الحمد لله القائل:" قل إنني هد اني ربي إلى صراط مستقيم ديناً قيما......" , وصلى الله وسلم على النبي الأمين , وآله وصحبه أجمعين. أما بعدربانية المنهج أولى خصائص العقيدة الإسلامية, بل ومصدر هذه الخصائص كلّها , فهو تصور موحى به من الله – تعالى- ومحصور في هذا المصدر لايستمد من غيره, وذلك تمييزاً له من التصورات الفلسفية التي ينشئها الفكر البشري حول حقيقة الألوهية, أو الحقيقة الكونية , أو الحقيقة الإنسانية , والارتباطات القائمة بين هذه الحقائق , أيضاً تمييزاً له من المعتقدات الوثنية التي تنشئها المشاعر ,والأخيلة , والأوهام , والتصورات البشرية . وتستطيع أخي أن تقول – وأنت مطمئن _: إن هذه العقيدة هي الاعتقاد الوحيد البا قي بأصله "الرباني" وحقيقته "الربانية" فكل الديانات السماوية السابقة قد دخلها التحريف في صورة من الصور , وقد أضيفت إلى أصول الكتب المنزلة شروح , وتصورات, وتأويلات , وزيادات, ومعلومات بشرية أدمجت في صلبها , فبدلت طبيعتها " الربانية" وبقي الإسلام – وحده – محفوظ الأصول , لم يشب نبعه الأصيل كدر, ولم يلبّس فيه الحق بالباطل،وصدق الله وعده إذ قال: " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" . - وتبرز قيمة هذا المنهج في كونه وحده مناط الثقة من أنه التصور المبرأ من النقص , العاري من الجهل , الخالي من الهوى _ هذه السمات المصاحبة لكل عمل بشري_ وهو كذلك مناط الضمان في أنه التصور الموافق للفطرة الإنسانية , الملبي لكل جوانبها , المحقق لكل حاجاتها ,ومن ثم فهو التصور الذي يمكن أن ينبثق منه , ويقوم عليه أقوم منهج للحياة وأشمله, للأمور التالية : - اقتداءً بالنبي _صلى الله عليه وسلم_ " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً" , حيث هذه الآية أصل أصيل في الاقتداء به, حين أُمر القوم بالتأسي به في يوم الأحزاب في صبره ومصا برته, وانتظاره الفرج من ربه تبارك وتعالى.- الاتباع للأمر " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" .- طلب محبة الله"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم.." الآية . - العصمة من الضلالة , ومن الوقوع في الخطأ, لما جاء عند الحاكم من حديث ابن عباس _ رضي الله عنهما_ في حجة الوداع :"......يا أيها الناس قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا بعدي أبداً, كتاب الله , وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم " . - هذا وقد نتج عن كون مصدريتها من عند الله( ربانية المنهج ) _ لاخيار للبشرية فيها _ خصائص أخرى أهمها : تكاملها وشمولها . صلاحيتها وثباتها مع تغير الزمان والمكان . واقعيتها ومراعاتها لطبائع الناس وأحوالهم . وتقبلوا تحياتي وتقديري , وخالص دعواتي , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين