كأس من الحليب

"كأس من الحليب'

في يوم من الأيام، كان هناك ولد فقير يبيع السلع بين البيوت

ليدفع ثمن دراسته، وذات يوم وجد أنه لا يملك ما تكفي لسد جوعه، لذا قرر أن يطلب شيئا من الطعام من
أول منزل يمرعليه،ولكنه لم يتمالك نفسه حين فتحت له الباب شابة صغيرة وجميلة،فبدلا منأن يطلب وجبة طعام، خجل وطلب أن يشرب الماء.
وعندما شعرت الفتاة بأنه جائع، أحضرت له كأسا من اللبن،فشربه ببطء وسألها: بكم أدين لك؟ فأجابته: لا تدين لي بشيءوقالت ..
لقد علمتنا أمنا أن لا نقبل ثمنا لفعل الخير'. فقال:' أشكرك إذاً من أعماق قلبي'،وعندما غادر عبدالله المنزل، لم يكن يشعر بأنه بصحة جيدة فقط،بل أن إيمانه بالله وبالإنسانية قد ازداد، بعد أن كان يائسا ومحبطاً.
ودارت الايام ،وتعرضت تلك الشابة لمرض خطير، مما أربك الأطباء المحليين،فأرسلوها لمستشفى المدينة، فتم استدعاء الأطباء المتخصصين لفحص مرضهاالنادر.... .وقد أستدعي من بينهم الدكتور عبدالله للاستشارة الطبية، وعندماسمع إسم
المدينة التي قدمت منها تلك المرأة، لمعت عيناه بشكل غريب،وأنتفضفي الحال عابراً المبنى إلى الأسفل حيث غرفتها،
وهو مرتديا الزي الطبي، لرؤيةتلك المريضة، وعرفها بمجرد أن رآها،فقفل عائدا إلى غرفة الأطباء،عاقداًالعزم على عمل كل ما بوسعه لإنقاذ حياتها،ومنذ ذلك اليوم أبدى اهتماما خاصابحالتها.
وبعد صراع طويل، تمت المهمة على أكمل وجه،وطلب الدكتور عبدالله الفاتورة إلى مكتبه كي يعتمدها، فنظر إليهاوكتب شيئا في حاشيتها وأرسلها لغرفةالمريضة.كانت خائفة من فتحها، لأنها كانت تعلم أنها ستمضي بقية حياتهاتسددفي ثمنها ،
أخيراً .. نظرت إليها، وأثار إنتباهها شيئامدونا فيالحاشية، فقرأت تلك الكلمات:
'مدفوعة بالكامل بكأس من الحليب'