الإرشادات الغذائية لمرضى الكبد
إعداد د/ أمينة محمد عبد المطلب - استشاري و مسئول عيادة التغذية العلاجية لمرضى الكبد
تعريف
تختلف الاحتياجات الغذائية للشخص السليم تبعاً للوزن والطول والعمر وما يقوم به من عمل ونشاط ولذا فان لكل مريض احتياجات غذائية مختلفة عن المريض الأخر وأن اشتركوا في نفس المرض ولذا يجب تقيم الحالة الغذائية والمرحلة المرضية لكل مريض قبل تحديد الخطة الغذائية له ولا يجوز توحيد الوجبات الغذائية لجميع المرضى كما يجب متابعة هذا التقييم بصفة دورية وتغير الاعتبارات الغذائية العلاجية كلما لزم الأمر.
أهداف التدخل الغذائي لمرضى الكبد:
1- تجنب حدوث سوء التغذية.
2- إصلاح سوء التغذية الناتج عن المرض الكبدي.
3- مساعدة الكبد على اعادة بناء الجزء المصاب من أنسجته والمحافظة على ما تبقى من الوظائف الحيوية للكبد.
4- قد يحتاج بعض المرضى الذين يعانون من سوء تغذية للاستعانة بالفيتامينات أو المكملات الغذائية لتصحيح الحالة الغذائية إلا انه من الأفضل الاعتماد دائماً علي المصادر الطبيعية إلا في بعض الحالات مثل:
· تعويض الفيتامينات الذائبة في الدهون التي يصعب امتصاصها أو التي تفقد في حالات الإسهال الدهني مثل( فيتامين أ "A"- وفيتامين هـ"E" - وفيتامين د"D" - وفيتامين ك"K")
· يحتاج بعض المرضى لتناول جرعات إضافية من فيتامين "ب" المركب وفيتامين "ج" والزنك لتحسين الشهية.
5- تحسين القدرة المناعية للمريض عن طريق تناول العناصر الغذائية الطبيعية ذات الخصائص العلاجية والوقائية مثل مضادات الأكسدة الموجودة في الخضروات الطازجة.
التغذية العلاجية لأمراض الكبد
عند تخطيط " نظام غذائي علاجي" يجب مراعاة الآتي:
1- مراعاة ما يستجد على المريض بسبب إصابته من تغيرات مرتبطة بمقدرته على الاستفادة من العناصر الغذائية (دهون – بروتينات – نشويات – فيتامينات – عناصر معدنية )بصوره طبيعية.
2- تختلف التوصيات حسب حالة المريض الغذائية وتزداد الاحتياجات الغذائية عند حدوث سوء التغذية.
3- قد تستوجب الحالة الغذائية تقسيم الوجبات الغذائية إلي من 4 – 6 وجبات صغيرة مع استبعاد أو إضافة لبعض العناصر الغذائية.
4- يراعى في الوجبات الغذائية الاختيار الغذائي الفردي للمريض بحيث تكون هذه الوجبات متنوعة –متكاملة – وبكميات تناسب الحالة الصحية للمرض تقدما أو تدهورا.
5- ضرورة مراعاة طرق الطهي التي تناسب المريض فقد ينصح المرضى بتناول الخضروات المطهية علي البخار للحفاظ علي أكبر قدر من الفيتامينات كما ينصح بعضهم بتجنب الأطعمة المقلية وكذلك الأطعمة المشوية علي الفحم.
6- قد يحتاج بعض المرضى للاستعانة بالفيتامينات والأملاح المعدنية أو المكملات الغذائية لتصحيح الحالة الغذائية.
7- يجب توضيح أهمية تناول الغذاء بالفم لكل مريض إلا أنة قد يحتاج بعض المرضى في مراحل معينة للمرض إلي التغذية الأنبوبية أو الوريدية.
8- يجب توضيح أهمية إتباع الإرشادات الغذائية المناسبة لكل مريض حسب حالته.
الإرشادات الغذائية لمرضى الكبد
· ويهدف كتيب الإرشادات الغذائية لمرضى الكبد إلي تنمية الوعي لديهم بأهمية التغذية السليمة والمناسبة لكل مرحلة من مراحل المرض وكذلك لدى المشرفون الذين يقومون بإعداد الوجبات الغذائية لهم إلا أن إتباع الإرشادات الغذائية لمريض الكبد تعد مرحلة أولى في خطوات العلاج الغذائي يتبعها إعداد نظام غذائي فردي لكل مريض كالأتي :
· يحول المريض عن طريق طبيب الكبد المعالج له بعد تشخيص حالته و تحديد المرحلة المرضية ووصف العلاج الدوائي له إلي عيادة العلاج الغذائي لمرضى الكبد (الطبيب المختص بالتغذية العلاجية - أخصائية التغذية- أخصائية التمريض )
1- تقوم أخصائية التمريض بتسجيل القياسات الجسمية للمريض (الوزن – الطول – معامل كتلة الجسم – سمك ثنية الجلد – محيط عضلات الذراع)
2- يقوم أخصائي التغذية بتسجيل التاريخ الغذائي للمريض مع توضيح:
(أ ) المعتقدات الغذائية الخاطئة لدى المريض
(ب)وجود حساسية لأطعمة معينة
(جـ)تسجيل الرغبات الخاصة لكل مريض في اختيار الأطعمة المسموح له بناءا علي استمارة معدة لذلك.
3- يقوم الطبيب المختص بالعلاج الغذائي بالاتي:-
(أ) تقيم الحالة الغذائية للمريض عن طريق = التاريخ الغذائي
= القياسات الجسمية
= نتائج التحاليل المعملية
(ب) تقيم المرحلة المرضية عن طريق
= التشخيص الطبي الذي حدده طبيب الكبد المعالج مع الأخذ في الاعتبار وجود أي أمراض أخرى لديه تستدعي أيضا تدخل غذائي وكذلك معرفة ما يتناوله المريض من الدواء لتجنب حدوث تداخلات بين الدواء والغذاء.
(جـ) ثم يقوم الطبيب المختص بتحديد الخطة الغذائية موضحا بها التوصيات الغذائية كماً ونوعاً وتسلم هذه التوصيات لأخصائي التغذية لترجمتها إلي وجبات غذائية يومية تسلم للمريض.
(د) يجب متابعة الحالة الغذائية للمريض وتقيمها بصفة دورية مع معرفة هل تناول المريض الغذاء الموصوف له أم لا وما هو السبب وتغير الوجبات الغذائية إذا لزم الأمر مع الزيارات التالية.
· ولقد وجد أن التغذية السليمة لمريض الكبد تساعد علي المحافظة علي خلايا الكبد و علي الصحة العامة للمريض كما تساعد أيضا علي زيادة كفاءة الجهاز المناعي بشرط تحقيق التوازن الغذائي فيما يتناوله المريض من العناصر الغذائية ( النشويات والبروتينات والدهون و السوائل والفيتامينات و الأملاح المعدنية) من مصادرها الطبيعية بعد تحديدها كما ونوعا بما يناسب المرحلة المرضية والحالة الغذائية للمريض.
الإرشادات الغذائية لمرضى الكبد
1- الالتهاب الكبدي الحاد
الالتهاب الكبدي الفيروسي "A"
ويراعى عند إعداد الوجبات لمريض الالتهاب الكبدي الفيروسي "A" ما يأتي :
· يجب أن يتناول المريض "نظام غذائي متوازن" من حيث احتوائه على جميع العناصر الغذائية من بروتينات وكربوهيدرات ودهون وفيتامينات بالكميات وبالنوعية المناسبة.
· لا يجوز الاقتصار علي تناول السكريات فقط لهؤلاء المرضي حيث ينتج عن ذلك حرمان جسم المريض من العناصر الغذائية الضرورية مما يؤدي نقص المناعة وهزال بالجسم وفي بعض الأحيان يزيد تناول السكريات من رغبة المريض في القئ.
· قد يعاني المريض في بعض الحالات من القيء المتكرر مما يؤثر علي كمية الطعام والسوائل التي يتناولها وينصح في هذه الحالة بإعطاء المريض جلوكوز بالوريد 5% لتجنب نقص السكر في الدم إلي أن يتحسن ويستطيع تناول الغذاء الاعتيادي.
1- يجب تقسيم الغذاء اليومي على (4-6) وجبات يومية وذلك للتغلب على فقد الشهية الذي يعانى منه هؤلاء المرضى.
2- يجب الاهتمام بوجبة الإفطار حيث يتوقع أن تكون شهية المريض أفضل ويجب احتوائها علي العسل الأبيض وذلك لتصحيح نقص السكر على الريق الناتج عن قلة اختزان الكبد للنشويات عند هؤلاء المرضى.
3- يفضل تناول غذاء عالي السعرات مثل عصير الفواكه الطبيعية والعسل و كذلك الأطعمة الغنية بالنشويات مثل (المكرونة والأرز والبطاطس) ويتناولها المريض مسلوقة.
4- يجب تناول البروتين عالي القيمة الغذائية مثل اللحوم قليلة الدهون
(الحم البتلو – لحوم الأرانب – الدجاج بعد نزع الجلد) ويفضل أيضا السلق أو الشواء والابتعاد عن الأطعمة المحضرة بالقلي.
5- يعطى المريض دهون قليلة من 40 – 50 جرام من الدهون / يوميا بحسب تحمله لها من الدهون سهلة الهضم مثل (الزيوت النباتية) ولا يجوز منعها تماما حيث أن الدهون النافعة تحافظ علي خلايا الكبد و تجعل الطعام أكثر استساغة كما إنها تعتبر مصدر جيد للطاقة.
6- يعطى المريض السوائل بكثرة 2500 – 3000 مل/ اليوم إلا في حالة وجود ضرورة للإقلال منها وبخاصة عند ارتفاع درجة الحرارة.
2- الإرشادات الغذائية لمرضى الالتهاب الكبدي المزمن
أ- التليف الكبدي المتكافئ:
يراعى عن إعداد الوجبات الغذائية لمريض التليف الكبدي المتكافئ ما يلي :-
· يجب أن يحتوى غذاء مريض التليف الكبدي المتكافئ على جميع العناصر الغذائية مع الاهتمام بالبروتينات كماً ونوعا حوالي 0.8 جرام بروتين لكل كيلو جرام من وزن الجسم / يوميا حيث أنها تساعد الكبد على تجديد خلاياه التالفة.
· يجب الحصول علي البروتينات من مصادر منتوعة مثل البروتينات الحيوانية "لحوم- بيض – سمك لبن" وكذلك البروتينات النباتية مثل البقول والحبوب " فول- عدس – الفاصوليا – القمح - الأرز"
· يجب الاهتمام بإعطائه أيضا الكم الكافي من الطاقة 35 – 40 سعر/ لكل كيلوا جرام من وزن الجسم حتى لا يستخدم البروتين كمصدر للطاقة ويساعد علي سرعة الشفاء .
· ينصح المريض بتناول الدهون سهلة الهضم مع الإقلال من الأطعمة المقلية.
· يجب الإقلال من تناول الأطعمة عالية المحتوى من الملح (المخللات – الأسماك المملحة) يجب تناول الخضروات والفـواكه الطازجـه بكميه كافيه حيث انهـا تمـد الجسم:
أ - بالفيتامينات والعناصر المعدنية ومضادات الأكسدة والتي تعمل على حماية خلايا الكبد. مثل:
فيتامين ( أ ) ويوجد في الجزر – البطاطا– السبانخ– البروكلي.
فيتامين (ج) الموالح- (الليمون –البرتقال) الجوافة –– السبانخ – الفلفل الأخضر – البروكلي.
فيتامين (هـ) - جنين القمح – الخضروات ذات اللون الأخضر – البطاطا- الزيتون.
(ب)كما تمد الخضروات والفواكه الجسم بالألياف الغذائية التي تلعب دورا هاما في الوقاية من الإمساك الذي يشكل ضررا كثيرا على مريض الكبد حيث أن الألياف الغذائية تزيد من سرعة مرور السموم إلي خارج القولون.
(جـ) تناول الخضروات التي تحتوي علي عنصر الكبريت الطبيعي مثل الكرنب والقرنبيط والثوم والبصل
(د) تناول الخرشوف الذي يحتوي علي مادة السينارين المنشطة للكبد في حالة قصور وظائفه وكذلك تساعد في تخفيض معدلات الكوليسترول بالدم ومعالجة التشحم الكبدي.
(هـ) يجب تناول عصير الفواكة الطازجة مثل الجزر – البنجر- العنب حيث أنها تساعد علي تنقية الكبد وتنشيطه
· مرضى التليف المصابين بالإسهال الدهنى يجب استبدال جزء من الدهون المشبعه بأخرى مثل الأحماض الدهنيه متوسطة السلسلة (M.C.T,S) والتي يسهل هضمها دون احتياج لأملاح الصفراء حتى تتحسن أعراض الإسهال وتوجد في صورة دوائية .
· يجب الإقلال من الأطعمة المنتجة للغازات (البصل – الكرنب – القرنبيط –الفول ) في حالة المريض المصاب بالانتفاخ.
· يجب تناول الخضروات تام النضج طازج (خضروات السلطة) وأيضا الخضروات اامطهية (ني× ني)
· يجب تقسيم النظام الغذائي اليومي إلى وجبات صغيرة متعددة 4 – 6مع الاهتمام بطريقة طهي هذه الأطعمة وتقديمها بشكل شهي للتغلب علي فقد الشهية لدى هؤلاء المرضى.
· يجب الاهتمام بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين (ك) k (الخس– السبانخ- البروكلي -خضروات ذات الأوراق الخضراء).
· قد يشكو بعض مرضى التليف الكبدي بتقلص العضلات نتيجة لنقص بعض الأملاح المعدنية مثل الكالسيوم والزنك والماغنسيوم فيجب عليهم تناول الأطعمة الغنية بهذه العناصر مثل:
· الكالسيوم : (زبادي – جبن قريش – السمك – الخضروات الورقية).
· الزنك: ويوجد في (البسلة -العدس -الفول-اللحوم – الخس).
· الماغنسيوم: ويوجد فيه (الحبوب كاملة القشرة – الليمون – خضروات ذات اللون الأخضر).
· يجب تحديد الكميات المناسبة من الغذاء بما يتناسب مع احتياجات المريض الفعلية لتجنب نقص الوزن لدى هؤلاء المرضى وكذلك لتجنب السمنة التي قد تؤدي إلي حدوث الكبد الدهني.
الإرشادات الغذائية لمريض التليف الكبدي
3-المصاب بدوالي المريء
* عند إعداد الوجبات الغذائية يجب مراعاة الآتي:
1- تناول الطعام سهل المضغ والبلع مع التأني في المضغ حتى نعطى فرصه للعاب أن يختلط بالطعام ويجعله لينا يسهل نزوله إلى المريء والمعدة.
2- تقسم الوجبات إلى 4-5 وجبات صغيرة لتغلب على فقدان الشهية.
3- ينصح المريض بتناول العصائر المضاف إليها مواد غذائية لرفع قيمتها الغذائية بين الوجبات مثل (عصير الفواكه باللبن).
4- تناول الأطعمة اللينة و الشبه صلبة وتجنب الأغذية الصلبة التي قد تحدث خدوش بالمريء وتسبب النزيف مثل (الخبز الجاف – بذور الفواكه- شوك السمك).
5- يجب الاهتمام بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين (ك)k (الخص – السبانخ- البروكلي- خضروات ذات الأوراق الخضراء- الحبوب).
6- يجب تناول الخضروات والفواكه المقشرة تامة النضج بدون بذر.
7- تناول الأطعمة المحتوية على نسبة جيده من الحديد مثل (الكبده – اللوبيا – العسل الأسود- اللحوم الحمراء- خضروات ورقية ذات اللون الأخضر –حبوب كاملة القشرة (البليلة ) وبخاصة بعد حالات نزيف الدوالي لتعويض خلايا الدم الحمراء.
8- الابتعاد عن تناول الحريفات (الفلفل الأسود – الشطه) – المخللات -والخل.
9- الابتعاد عن تناول الفواكه الحمضية التأثير (البرتقال البلدي، الليمون، المشمش- التمر هندى – الكركديه – عصير الطماطم والتي قد تسبب تهيج بالمريء .كما يجب نجنب شرب الشاي الثقيل والقهوة المركزة.
10- الابتعاد عن شرب الماء المثلج أو العصيرات المثلجة وكذلك السوائل شديدة السخونة لتلافى حـدوث انقباض في الأوعية الدموية بالمريء والمعدة.
4- الإرشادات الغذائية لمريض التليف الكبدي والاستسقاء
1- يجب تقسيم الوجبات الغذائية على (6 – 8 وجبات) صغيره يوميا وبخاصة لدى المرضى الذين يعانون من الشبع المبكر .